لبنان
02 كانون الثاني 2025, 09:45

ميناسيان يوجّه رسالة مع بداية العام الجديد، إليكم مضمونها!

تيلي لوميار/ نورسات
مع بداية السّنة الجديدة الّذي يتزامن مع يوم السّلام العالميّ، وجّه كاثوليكوس بطريرك بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك روفائيل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان رسالة إلى رعاة ومطارنة وأساقفة أبناء وبنات الكنيسة أينما حلّوا في بلاد الوطن والانتشار.

وفي سطور الرّسالة قال: "نبدأ هذه الأيّام المباركة بالتّوجّه إلى الله، ربّ السّماوات والأرض، طالبين منه أن تكون هذه السّنة مليئة بالخير والبركات. نرفع أيدينا متضرّعين أن يمنحنا الصّحّة والعافية، ويغمرنا بفيض نعمه، ويرشد خطانا إلى العيش المطمئنّ في ظلّ رحمته وسلامه. فلنبدأ هذا العام بإيمان قويّ وقلوب مفعمة بالرّجاء، مستعدّين لتجديد حياتنا وجعلها انعكاسًا لإرادته الصّالحة ومحبّته غير المحدودة.

إنّ الأيّام الّتي تمضي ليست مجرّد صفحات من الزّمن تُطوى، بل هي دعوة إلهيّة لنا للتّأمّل، والمراجعة، والتّجدّد. فهل نستطيع أن نترك الحقد والكراهيّة جانبًا؟ هل نحن قادرون على أن نجعل المحبّة أساسًا لعلاقاتنا في عائلاتنا ومجتمعاتنا؟

مع بداية هذا العام، نتأمّل في دعوة يوم السّلام العالميّ الّتي تُذكّرنا برسالتنا الإنسانيّة والرّوحيّة، وضرورة كسر قيود الأنانيّة والمخاوف الّتي تقيّدنا. لبنان والشّرق الأوسط، هذا العالم المليء بالآلام والدّمار، يحتاج إلينا نحن المؤمنين لنحمل رسالة الرّجاء، ونعمل بلا كلل لإحياء النّفوس وبناء ما تهدّم.

أيّها الإخوة الأحبّة،

إنّ السّلام يبدأ من أعماقنا، من قلوبنا. فلنجعل المغفرة والمصالحة عنوانًا لحياتنا. لنرفع أنظارنا نحو السّماء، طالبين القوّة لنحيا على مثال العائلة المقدّسة، فنحفظ عائلاتنا متماسكة، ونبني أوطاننا على أساسات المحبّة والإيمان والعمل المشترك.

وإلى المسؤولين في لبنان والعالم،

أنتم مدعوّون لتحمّل مسؤوليّاتكم أمام الله والشّعب. عودوا إلى ضمائركم، اجعلوا مصلحة الأوطان والشّعوب فوق كلّ اعتبار. في هذه اللّحظة المصيريّة، لبنان بحاجة إلى رئيس يكون للجميع، لا لفئة دون أخرى. رئيس مؤمن يحمل في قلبه روح الخدمة، يعمل بجدّيّة ووحدة ليجمع اللّبنانيّين كلّهم دون استثناء. نحن بحاجة إلى قادة ينظرون إلى الأمام، يضعون خريطة مستقبليّة تمتدّ لخمسين عامًا قادمة، لا مجرّد سنوات معدودة. علينا جميعًا أن نكون معه، داعمين وملتزمين، ليكون هذا القائد رمزًا للوحدة والانفتاح والنّهضة.

ولا ننسى أن نتضرّع إلى الله من أجل السّلام في الشّرق الأوسط.

لنرفع الصّلوات من أعماق قلوبنا كي ينهي الرّبّ الحروب الّتي أنهكت منطقتنا، ويزيل الكراهيّة الّتي مزّقت الشّعوب. لنطلب منه أن يُعيد السّلام إلى أرضه المباركة، وينشر نعمة المحبّة بين الجميع، ويمنحنا القوّة لبناء مستقبل مليء بالفرح والطّمأنينة.

فلنتّحد بالإيمان، ونجعل من هذا العام بداية جديدة حقيقيّة، عامًا نعيش فيه تحت بركة الله، نعمل معًا بيد واحدة وقلب واحد لصنع الخير والسّلام، ونخطّ طريقًا نحو وطن مزدهر وشرق متجدّد ومبارك."