أوروبا
02 أيار 2023, 11:15

ميناسيان في يومه الثّاني في اليونان: رسالتنا الأبويّة هي أن نبقى متّحدين مع صليب المسيح

نورسات/ اليونان
في إطار الذّكرى التّأسيسيّة المئويّة للكنيسة الأرمنيّة الكاثوليكيّة في اليونان، ترأّس كاثوليكوس بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك البطريرك روفائيل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان، القدّاس الإلهيّ في كنيسة القدّيس غريغوريوس المنوّر في أثينا.

شاركه في خدمة القدّاس رئيس أساقفة أبرشيّة حلب للأرمن الكاثوليك المطران بطرس مراياتي، المدبّر الرّسوليّ للأرمن الكاثوليك في اليونان الإكسرخوس جوزيف بيزازيان، آباء كهنة بحضور أبناء الكنيسة.

في عظته بعد الإنجيل المقدّس، تحدّث عن الزّيارة الّتي يقوم بها إلى اليونان، وقال:  

"يا أبناء الشّعب الأرمنيّ المؤمن الحبيب،

في هذه الأيّام مع قيامة المسيح المهيبة، نحيّي جميعكم بفرح بشارة الخلاص، المسيح قام حقًّا قام من بين الأموات!

قبل مئة عام، شارك آباؤنا طيّبي الذّكر آلام شعبهم خلال مذبحة الأتراك، ووقفوا الى جانب النّاجين منهم، ونظّموا أوضاع الّذين استقرّوا على ضفاف اليونان السّالمة.

المدبّر الرّسوليّ للأرمن الكاثوليك المطران نازليان يبعث برسالة يطلب فيها من الأب كوريغ زوهرابيان البدء بمهام واسعة النّطاق في اليونان، لمساعدة الأرمن الوافدين الى اليونان مادّيًّا وروحيًّا.  

هكذا اجتمع أبناونا النّاجين بالكاد من الإبادة تحت عباءة الكنيسة، من أجل إعادة إحياء وحفظ إرثهم الإيمانيّ المقدّس وهويّتهم الوطنيّة.

في هذه اللّحظة المباركة من القداس، يخاطبنا يوحنّا الرّسول بهذه الأسطر "أَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ". (يو 3: 16).

بمثال سلفنا المنير وبالمحبّة الإلهيّة المفعمة، قد جئنا لنشهد بأنّ الكنيسة الأرمنيّة الكاثوليكيّة المقدّسة، والّتي تشكّلون أنتم يا أبنائي جزءًا منها، تستمرّ في رسالتها الرّبّانيّة في سبيل خلاصكم جميعًا.  

في رسالة اليوم، يوحنّا الرّسول يفتح أعيننا من خلال إظهار العلاقة الوطيدة بين الآب الإله والإبن، ويشهد بأنّ الإبن الوحيد للرّبّ، الّذي جاء الى العالم بمشيئة الآب، قد فتح الطّريق امام المؤمنين به، من أجلنا لكي نتعلّق به نهائيًّا ونصبح أبناءه الخالدين.  

إنّ رسالتنا الأبويّة هي أن نبقى متّحدين مع صليب المسيح المخلّص، ونعيش في الكنيسة بالاندماج مع سرّ الجسد ودم المسيح المقدّس، نمضي معًا ككنيسة واحدة في سبيل قيام درب خلاصنا الصّعب ولكن المفعم بمحبّة الله اللّامتناهية."

في ختام القدّاس، كانت كلمة للإكسرخوس جوزيف بيزازيان شكر فيها ميناسيان على زيارته التّاريخيّة والمطران بطرس مراياتي والآباء الكهنة والوفد المرافق، مؤكّدًا أنّ هذه الزّيارة ستعطي أبناء الكنيسة أملاً جديدًا بالثّبات والإيمان.

إلى جانب القدّاس، التقى البطريرك ميناسيان العائلات الّتي تنتمي إلى الكنيسة اللّاتينيّة والّتي تقطن بقرب الكنيسة وتصلّي فيها، وكذلك إلتقى ببعض المؤمنين ممّن يتقنون اللّغة الإسبانيّة ويصلّون أيضًا في كنيسة القدّيس غريغوريوس المنوّر لتواجدهم بقربها.  

وأثنى على محبّتهم جميعًا للكنيسة الأرمنيّة الكاثوليكيّة معبّرًا عن اعتزازه لما رآه من محبّة تجمع جميع الكنائس تحت كنف كنيسة القدّيس غريغوريوس المنوّر في أثينا، مانحًا المؤمنين بركته الأبويّة.

وضمن اللّقاءات الكنسيّة الّتي يقوم بها كاثوليكوس بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك البطريرك روفائيل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان في اليونان، زار مطران الكنيسة الكاثوليكيّة البيزنطيّة في أثينا مانويل نين برفقة مراياتي وبيزازيان وآباء كهنة.

وكان في إستقبالهم عند مدخل كنيسة الثّالوث الأقدس المطران مانويل نين والآباء الكهنة.

بعد الاستقبال، أقاموا صلاة الشّكر على نيّة الكنيستين، وشدّد الطّرفان في كلمتهما  على عمق علاقة المحبّة والأخوّة الّتي تربط كنيستيهما، وتبادلا الهدايا التّذكاريّة.

إلى كاتدرائيّة القدّيس ديونيسيوس، واصل كاثوليكوس بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك البطريرك روفائيل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان زيارته التّاريخيّة إلى اليونان.

في هذه الكاتدرائيّة بلغت ذروة رحلة الحجّ الّتي يقوم بها البطريرك ميناسيان، حيث تعمّق فيها وبالهيكل الّذي صلّى فيه مؤسّس الكنيسة الأرمنيّة الكاثوليكيّة في اليونان المطران زهرابيان.

وكان في إستقبالهم مطران اللّاتين في اليونان ثيودور كونديزي والآباء الكهنة.

بعد الاستقبال، دخلوا جميعًا إلى الكاتدرائيّة ورفعوا صلاة الشّكر على نيّة الكنيستين.

وتبادل الطّرفان الكلمات الّتي شدّدت في مضامينها على أهمّيّة العلاقة الّتي تربط بين الكنيستين.  

هذا وقد أثنى المطران ثيودور كونديزي على حضور الكنيسة الأرمنيّة الكاثوليكيّة في اليونان والدّور الّذي تؤدّيه على مختلف المستويات.

في الختام، جالوا على أرجاء الكنيسة مطّلعين على تاريخها ومميّزاتها التّاريخيّة.