لبنان
29 كانون الأول 2025, 08:50

ميناسيان: اليوم أكثر من أيّ وقت نحن بحاجة للسّلام

تيلي لوميار/ نورسات
ترأّس بطريرك بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك كاثوليكوس البطريرك روفائيل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان قدّاس عيد الميلاد في كاتدرائيّة القدّيسين غريغوريوس المنوّر وإيليا النّبيّ- ساحة الدّبّاس وسط بيروت، عاونه في الخدمة لفيف من الكهنة والشّمامسة، بحضور شخصيّات سياسيّة واقتصاديّة ودبلوماسيّة، و حشدٍ من المؤمنين.

وبعد الإنجيل، ألقى ميناسيان عظة قال فيها: "في هذا اليوم المبارك، ذكرى ولادة يسوع الفادي ذكرى ولادة مخلّصنا كعربون محبّة فائقة الألوهيّة نزلت اليوم فيما بيننا. الله القادر على كلّ شيء، يعود إلينا كطفل ضعيف بحاجة للحبّ والاعتناء، بحاجة أمّ ترعاه وتحميه، بانتظار الرّعاة الّذين سيمثّلون البشريّة ويعطونه ذلك الحبّ المنتظر المفقود في أيّامنا هذه.

إخوتي وأخواتي الأحبّاء، وإن ولد المسيح منذ زمن بعيد، لكنّه قادر على الولادة مرّة أخرى وكلّ مرّة يولد في سرّ الإفخارستيّة، أثناء الذّبيحة الإلهيّة الّتي نقوم بها اليوم سويّة. نعم اليوم دورنا بأن نمتثل أمام هذا المذبح الطّاهر بدلًا من الرّعاة الّذين هرعوا ليسجدوا له في مغارة بيت لحم وننشد مع جوقة الملائكة قائلين "المجد لله في العلى وعلى الأرض السّلام. نعم اليوم أكثر من أيّ وقت نحن بحاجة للسّلام، السّلام الدّاخليّ، سلام الضّمير للرّجوع عن أنانيّتنا واتّخاذ طريق المصالحة فيما بيننا وبين الله. المصالحة بين أولاد الوطن الواحد من مدنيّين وسياسيّين وشتّى تابعيّات الفرقاء الّذين لهم دور فعّال لمستقبل الوطن وسلامته و نجاحه. نحن بحاجة للمصالحة مع الّذي من أجلنا نزل من عرشه السّماويّ وصار إنسانًا.

نحن بحاجة للسّلام في العالم، وخاصّة في وطننا لبنان حيث عجائب الله تغمرنا وقدّيسوه يحيطون بنا، وتغمرنا محبّته الفائقة.

كثيرون يطلبون اليوم التّغيير في الكنيسة والكنيسة بدورها تطلب من المؤمنين التّغيير والرّجوع إلى الضّمير لملاقاة الفادي يسوع المسيح في مغارته الفقيرة والمفعمة بالحبّ والفداء من أجل خلاصنا.

نعم نحن اليوم نحتفل بميلاد الرّجاء، الرّجاء لوطن يعمل على الإصلاح محافظًا على كرامة شعبه .

ميلاد الرّجاء لشباب الوطن لبنان، وهم طاقة التّغيير والأمل لمستقبل زاهر. فلا تهملوا أنفسكم لقد حان الوقت للفعل لا للقول فقط.

فلذا نناشد اليوم أصحاب القرار بأن يشاركوا هذه المسيرة ويعملوا لنجاحه واضعين مصلحة الوطن فوق كلّ شيء.

إنّ سرّ الخلاص يلخّص بكلمة واحدة وهي كلمة نعم. فبدون نعم مريم العذراء لما كان ميلاد الخلاص وما كان إكماله بدون نعم الأب الأرضيّ يوسف النّجّار. ولن يتحقّق اليوم خلاصنا بدون النّعم خاصّتنا.

فنحن اليوم مدعوّون بأن نقول نعم للإصلاح، نعم ليسوع لنكون نحن مبشّري كلمة الله وسلامه على هذه الأرض. نعم لنرث كلمة المخلّص "طوبى لصانعي السّلام فلهم ملكوت السّموات 

نعم لنكون أداة المصالحة لمن حرم منها والفرح لمن أحبّ أن يكون من طرف الله.

اليوم يومنا أن نقول نعم لنعمة الرّبّ الّذي بذل نفسه من أجل خلاصنا. لا تكفينا الأمنيات بل جاء دور الشّهادة والشّهادة لا تنفع إن لم يكن فينا الوعي الكامل والرّجوع إلى ضمائرنا والرّضوخ لإرادة ربّنا في حياتنا المنفردة والاجتماعيّة بما فيها من أخلاق وقيم ومبادئ نستخلصها من الإنجيل المقدّس من كلام المسيح نفسه.

ولد المسيح.. هلّلويا."