سوريا
25 آب 2023, 18:00

ميناسيان أقام صلاة الشّكر في كنيسة الصليب - حلب

نورسات/ حلب
"أتيكم وفي نفسي تنبع محبة عميقة، ٱتيكم لنتقوى بكلمة الرب الذي يعطينا ويرشدنا إلى طريق الخلاص"، بهذه الكلمات استهلّ كاثوليكوس بطريرك بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك روفائيل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان المحطّة الأولى من زيارته الرّعويّة إلى حلب وأقام صلاة الشّكر في كنيسة الصّليب للأرمن الكاثوليك - حلب.

شارك ميناسيان في صلاة الشّكر رئيس أساقفة حلب للأرمن الكاثوليك المطران بطرس مراياتي، ومطارنة وآباء الكنيسة بحضور فاعليّات كنسيّة وسياسيّة ومدنيّة واجتماعيّة. 

تخللّت صلاة الشكر كلمة لرئيس أساقفة حلب للأرمن الكاثوليك المطران بطرس مراياتي جاء فيها: "بعد ثلاثين عامًا، يأتي إلينا أبينا كاثوليكوس بطريرك بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك روفائيل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان، يأتي إلينا ليباركنا ويبارك شعبنا، لذا تعتبر زيارته زيارة تشجيع وتعزية لكلّ واحد منّا. يا أحبّة، رغم كل الأزمات والزّلازل وما قاسته حلب من ويلات، إلّا أنّها لا تزال أمّ الدّنيا، مدينة القيم والتّسامح والمحبّة، وحلب ستقوم من بين الرّماد لتقول لكم مبارك الآتي باسم الرّبّ.

نعم، إنّ غبطة أبينا البطريرك ميناسيان أتى إلينا ليعطينا الأمل والرّجاء وليؤكّد لنا أنّنا باقون ومتجذّرون".

 

بدوره، رد ميناسيان شاكرًا، فقال: "لقد اشتهت نفسي منذ زمن بعيد أن أكون معكم ولكنّ الظّروف الحياتيّة لم تسمح لي أن أحقق أمنيتي حتّى اليوم فلذا أشكر قبل كلّ شيء الحياة التي منحني إيّاها مخلصي وفاديَّ يسوع المسيح. أشكره على الحياة التي عشتها ولا أزال أعيشها في خدمته وخدمة الكنيسة منذ خمسين عامًا، أشكره على نوره ورحمته وعونه الذي غمرني به طوال أيّام رسالتي الكهنوتيّة.

خمسون عامًا وأنا أعيش بغَمَرة محبّته وعنايته اللّافائقة.

كما أشكر أخي العزيز سيادة المطران بطرس لهذه الزّيارة الرّعويّة المباركة، التي منحني إيّاها لألتلقي معكم وأعبّر لكم عن محبّتي مؤكّدًا لكم بأنّي كنت غائبًا جسديًّا، حين أوجاعكم وعذباتكم الجمّة التي تعرضتم لها منذ سنين عديدة حتّى الهزّة الأرضيّة التي صدمت الكثيرين منكم، فلذا أريد أن أؤكّد لكم بأنّي كنت معكم روحيًّا بصلواتي من أجلكم ومن أجل إخوتنا وأخواتنا الذين فارقونا في هذه الظّروف الصّعبة واتّحدوا مع مخلّصنا في الحياة الأبديّة السّعيدة. لقد فارقونا بولادة جديدة لأبديّة وعدنا بها مخلّصنا يسوع ابن الله الأب حين قال لا تضطرب قلوبكم إنّكم تؤمنون بالأب الله فأمنوا بي أيضًا، في بيت أبي منازل كثيرة ولو لم تكن، أتراني قلت لكم إنّي ذاهب لأعدّ لكم مقامًا؟ وإذا ذهبت وأعددت لكم مقامًا ارجع فآخذكم إليَّ لتكونوا أنتم أيضًا حيث أنا أكون (يوحنّا 14، 1-2).

قد تقولون لي مبارك الآتي باسم الرّبّ. فأقول لكم مبارك اسم الرّبّ الذي أرسلني اليوم إليكم لكي أعزّيكم باسمه وأثبّتكم في مشيئته وأعطيكم بركته السّماويّة التي بها تقاوموا الصّعاب ومنها تستقوا النّعم وتندهروا على المحن وبها تعيشوا الأمل، الأمل بالقيامة الرّوحيّة والقيامة الزّمنيّة لتنتشلوا حياتكم من هذه الأزمات الاجتماعيّة والخراب الذي يحيط بكم. نعم في هذه الأيّام نشهد الفوضى ففي كلّ مكان وفي كلّ أنحاء العالم. ولكنّنا نحن المؤمنون بالله المخلّص نرتكز ونقوى بكلامه الذي يعزّينا دائمًا ويرشدنا إلى طريق الخلاص يقوله لا تخاف أيّها القطيع الصّغير فقد حَسُنُ لدى أبيكم أن يُنعِم عليكم بالملكوت (لوقا 32،12). ولكن كي نستحقّ هذه النّعمة علينا أن نبقى أمناء على وصاياه، والوصيّة واضحة من يعترف بي أمام العالم، أعترف به أمام أبي في السّموات (متّى 32،10) وهذا الاعتراف يتحقّق في صلواتنا الدّائمة في السّرّاء والضّرّاء. لا تخافوا المحقّ ولا تخافوا الاضطهادات فالله الذي يرى ايمانكم فيكم هنا وفي الآخرة.

إخوتي وأخواتي الأحبّاء أختم كلمتي هذه وفي نفسي ينبع محبّة عميقة أكنّها لكم أملاً، متمنّيًا وراجيًا ربّي ومخلّصي بأن يمنّ عليكم بركاته السّماويّة ويغمركم بمحبّته ويرافقكم بواسطة القربان المقدّس الذي هو كيانه الحقّ في جميع أيّام حياتكم ويكون لكم المليئ الوحيد، والشّاطئ الأمين لكلّ آمالكم وأحلامكم وأعمالكم. فكونوا أنتم أيضًا أولاده الأمناء الذين بحياتهم الشّخصيّة والاجتماعيّة شهودًا أمام اللّاحدين والنّاكرين فتصبحوا نوره المُشِّع".

 

في الختام، رفعت صلاة الأبانا، تلاها استقبال الإكليروس والشّعب المؤمن في صالة الكنيسة.