موجز أعمال السينودس يوم 10 أكتوبر تابع
منذ أن استلم رئيس أساقفة الكنيسة الأنغليكانية في ذلك الوقت، مايكل رامزي، الخاتم الأسقفي من بولس السادس، أكد الأسقف "يمكننا أن ننظر إلى بعضنا البعض، ونعترف بالاختلافات، ولكن أيضًا بأهمية تبادل الهبات للنمو في خبراتنا الخاصة". وعلى عكس دورات السينودس الأنغليكانية، فإن دورات السينودس الكاثوليكية تتميز بالصلاة والصمت، والأهم من ذلك أنها "ليست تشريعية": وهذا، وفقًا للأسقف وارنر، يضمن "فسحة محمية، يمكننا فيها أن نفتح قلوبنا لبعضنا البعض، في حوار الروح، لكي ننظر بطريقة إبداعية وجريئة إلى تحديات هذا القرن".
أخيرًا، أعربت القس آن-كاثي غرابر، راعية مؤتمر المينوناتي العالمي وأمينة سرّ العلاقات المسكونية، عن دهشتها لأول مرة في السينودس قائلة: "تفاجأت بالدعوة"، لأنها تنتمي إلى كنيسة "قليلة الشهرة"، نشأت من الإصلاح في القرن السادس عشر وتتميز بمعمودية المؤمنين واللاعنف النشط. وأضافت: "إنَّ الكنيسة الكاثوليكية لا تحتاج إلى صوتنا، الذي يُعد أقلية كبيرة، لكن هذا الأمر يقول الكثير عن السينودسيّة، ويُظهر أن كل صوت مهم، وكل صوت له قيمة". وأكدت القس غرابر: "أنَّ وحدة المسيحيين ليست مجرد وعد للمستقبل، بل هي هنا والآن، ويمكننا رؤيتها بالفعل. نحن لسنا مجرد جيران، بل ننتمي إلى جسد المسيح نفسه، نحن أعضاء بعضنا لبعض، كما قال القديس بولس". وعلى الرغم من عدم امتلاكنا لحق التصويت كمندوبين إخوة، إلا أن "أصواتنا وحضورنا قد تم قبولهم مثل أصوات الآخرين. إنَّ المساواة في الكرامة بالمعمودية هي واضحة ومرئيّة. لا توجد كنيسة قوية تسيطر من الأعلى، وإنما نحن جميعًا شعب نسير معًا ونسعى معًا".
تناولت الجلسة الخاصة بالأسئلة بشكل خاص مواضيع العلاقات داخل الحوار المسكوني وبين أولوية أسقف روما والسينودسيّة. وأوضح الكاردينال كوخ أن ما يتم القيام به "يظهر أنه ليست هناك أزمة في المسكونية، بل هناك تحديات متعددة تواجهها". وأشار، متأثرًا بالأسئلة التي طرحها الصحفيون، إلى أن "الوضع حزين، بسبب الكلمات التي قالها البطريرك كيريل، بطريرك موسكو ورأس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، والتي تسببت في انقطاع العلاقة مع القسطنطينية، لكن يجب التمييز بين هذه المواقف والمسيرة القائمة". وأكد أن "هناك لجنة مشتركة، تشارك فيها ١٥ كنيسة أرثوذكسية، تواصل العمل: وهذا يعني أن الحوار مستمر في الرجاء بخلق مستقبل أفضل، مع إمكانية التحضير لجمعية عامة مشتركة".
كذلك أكد المتروبوليت جوب، أن "كنيسة المسيح تواصل عملها، على الرغم من المواقف السياسية التي عبّر عنها كيريل، لأن الحوار اللاهوتي مستمر لوضع أسس قوية". وأوضح كوخ أن "ما يجري الآن هو حركة، ولا توجد أي وقفة في مسيرتنا"، وأضاف: "إنَّ المسيرة المسكونية تتحقق بالسير معًا، والصلاة معًا، والتعاون معًا. ويسوع نفسه – خلص إلى القول – لا يأمر بوحدة المسيحيين، بل يصلي من أجلها: فما الذي يمكننا فعله أفضل من الصلاة كي تتحقق كهبة من الروح القدس؟". ربما "ما ينتظرنا، أضافت القس غرابر، هو "بعض العلامات الرمزية الصغيرة للمصالحة، التي ما زالت غائبة". وفيما يتعلق بالعلاقة بين الأولوية البطرسية والسينودسيّة، أوضح الكاردينال كوخ أنه "يمكننا أن نقول إن السينودسية والأولوية ليستا في تناقض، بل على العكس: لا توجد إحداهما بدون الأخرى". وأضاف أن "الأولوية ليست معارضة، بل فرصة للنقاش والبحث عن نقطة التقاء".
وفيما يتعلق بمسألة قبول الأسرار المقدسة، تمَّ التذكير أن البابا فرنسيس قد أسس مجموعة عمل خاصة لهذا الغرض، وأنه "لا يوجد حتى الآن مستوى واحد من الرؤية للكنيسة والأسرار في الحوار بين كنائس الغرب". وبالتالي تابع المتروبوليت جوب يقول نحن نأمل "أن نتمكّن من الوصول إلى تحديد تاريخ واحد لعيد الفصح بين المسيحيين والأرثوذكس، لكن في الوقت الحالي، هذا مجرد أمل". أما فيما يتعلق بما يُسمى بكهنوت النساء، سلّط عميد دائرة تعزيز وحدة المسيحيين الضوء على حساسية هذا الموضوع، الذي أسس البابا من أجله ١٠ مجموعات عمل، وأشار إلى أنَّ دائرة عقيدة الإيمان تعمل على هذا الموضوع منذ فترة: ولم تصل لجنتان دراسيتان إلى نتيجة موحدة، مما يشير إلى الحاجة إلى مزيد من التعمق. وبالتالي من المهم هنا أن يترافق شغف الطلب بهذا الخصوص مع صبر الدراسة".