الفاتيكان
21 كانون الثاني 2025, 09:45

من هو القدّيس الّذي شبّهه البابا فرنسيس بـ"أيقونة" للرّجاء؟

تيلي لوميار/ نورسات
بالقدّيس هنريك استشهد البابا فرنسيس ليدعو زوّاره إلى عدم التّوقّف عن رفع صلواتهم إلى الله من أجل السّلام، مشبّهًا إيّاه في هذه السّنة المقدّسة بأيقونة للرّجاء.

وكان البابا قد استقبل صباح الإثنين، في القصر الرّسوليّ، وفدًا مسكونيًّا من فنلندا لمناسبة عيد القدّيس هنريك، وإليهم توجّه بكلمة قال فيها بحسب "فاتيكان نيوز": "أُحيّيكم جميعًا بمودّة، أنتم الّذين جئتم إلى روما هذا العام أيضًا كوفدٍ مسكونيّ بمناسبة عيد القدّيس هنريك. كـ"حجّاج رجاء"، نحن نسير معًا خلال هذه السّنة المقدّسة ٢٠٢٥. وفي مسيرة الإيمان هذه، نستمدّ الثّبات من الرّسالة إلى العبرانيّين حيث يُقال: "لنتمسّك بما نشهد له من الرّجاء ولا نحد عنه، لأنّ الّذي وعد أمين.

إنَّ القدّيس هنريك هو، إن جاز القول، أيقونة لهذا الرّجاء الّذي يجد أساسه الصّلب والآمن في الله. وكرسول للسّلام، يدعونا القدّيس هنريك إلى عدم التّوقّف أبدًا عن رفع صلواتنا من أجل عطيّة السّلام الثّمينة والهشّة في آنٍ واحد. وفي الوقت عينه، يشّكل شفيع فنلندا رمزًا للوحدة الّتي يمنحها الله، لأنّ عيده ما زال يجمع المسيحيّين من كنائس وجماعات كنسيّة مختلفة لكي يسبّحوا الرّبّ معًا.

إنَّ واقع أن يترافق حجّكم إلى روما بجوقاتٍ تُمجّد الله الواحد والثّالوث بموسيقاها هو علامة جميلة على المسكونيّة المُرتّلة. لأنَّ الّذي يُرتِّل يُصلّي مرّتين! وبالتّالي أشكر مُرتّلي جوقة "كابيلا سانكتا ماريا" على هذه الخدمة القيّمة! وبالحديث عن الموسيقى، يمكننا أن نقول إنّ قانون الإيمان النّيقاويّ، الّذي نتشاركه جميعًا، هو "نوتة" رائعة للإيمان. و"سمفونيّة الحقيقة" هذه هي يسوع المسيح نفسه. إنّه الحقّ المتجسّد: إلهٌ حقّ وإنسانٌ حقّ، ربّنا ومخلّصنا. وكلّ من يُصغي إلى "سمفونيّة الحقيقة" هذه– ليس فقط بأذنيه، بل بقلبه أيضًا– سيلمسه سرّ الله الّذي يمتدُّ نحونا، مملوءًا بالمحبّة، في ابنه. وعلى هذا الحبّ الأمين يقوم الرّجاء الّذي لا يُخيِّب! لأنّه "لا موت ولا حياة، ولا ملائكة ولا أصحاب رئاسة، ولا حاضر ولا مستقبل، ولا قوّات؛ ولا علو ولا عمق، ولا خليقة أخرى، بوسعها أن تفصلنا عن محبّة الله الّتي في المسيح يسوع ربّنا.

إنَّ الشّهادة لهذا الحبّ المتجسّد هي دعوتنا المسكونيّة، في شركة جميع المُعمّدين. ولهذا، أودّ أن أدعوكم الآن إلى التّعبير عن دعوتنا هذه بثقة بنويّة، من خلال تلاوة صلاة الأبانا معًا، كلٌّ بلغته. أشكركم على زيارتكم، وليبارككم الله!".