دينيّة
19 تشرين الأول 2019, 14:00

من قائد في الجنديّة إلى قدّيس، من هو؟

ريتا كرم
هو أرتيموس المعروف بشلّيطا، قدّيس روى أرض أنطاكيا بدمائه بعد أن سقط شهيدًا لرفضه المشاركة في ذبائح الأوثان.

 

يروي التّقليد عن شلّيطا أحد عظماء بلاده، حفلت مسيرته بالأعمال المجيدة في عهد قسطنطين الكبير الّذي ثمّن جهوده فقلّده رتبة "المسلّط" وهي رتبة عالية في الجنديّة عادة ما تُمنح لوالي مصر. إلّا أنّ قدّيسنا لم تكن تغرّه الأمور الأرضيّة ولا يأبه لأمجادها، فمجد الله وحده كان يشدّه ويدعوه، ولأجله ترك وظيفته وعاد إلى أنطاكيا حيث كرّس حياته لممارسة الفضائل المسيحيّة.

هناك، حثّ المؤمنين على المسيرة القويمة الّتي تستقي جذورها من تعاليم الله.

هناك، شجّعهم على الدّفاع عن إيمانهم بجرأة في وجه الاضطهاد.

هناك، مدّ يده للفقراء وسند ظهر المساكين ونصر المظلوم على الظّالم.

هناك، فحّت وداعته قداسة رافقته حتّى كسا الشّيب شعره وسطّرت السّنون خطوط الشّيخوخة على وجهه.

هناك، في أنطاكيا، وقف بوجه يوليانوس الجاحد الّذي ما رَحم المسيحيّين من سخطه وظلمه. فالأخير وفي حين كان يتوجّه لمحاربة الفرس سنة 363، مرّ بأنطاكيا وقبض على أرتيموس/ شلّيطا آمرًا إيّاه أن يقدّم العبادة للأصنام، لكنّ الشّيخ الوقور- بشجاعته المعهودة- رفض مطلبه ووبّخه بسبب تنكيله بالمسيحيّين، فغضب الملك وأمر بجلده حتّى أغمي عليه.

لم يكتفِ الملك وجنوده بهذا القدر من العنف بل ضربوا عنقه غير مدركين أنّ جهلهم وسخطهم سيلبس شلّيطا إكليل الشّهادة، ويجعله مثالاً في الشّجاعة والجرأة وقدوة في الإيمان حتّى الرّمق الأخير.

وفي عشيّة عيده، نسأل الله شفاعة مار شلّيطا ليثبّتنا في إيماننا المسيحيّ، ونواجه شتّى أنواع السّخط والاضطهاد بشجاعة وجرأة.