من تورينو، البابا يرفض السياسة الاقتصادية العالمية بلاءات خمس
أمام كفن المسيح الذي يذكّر بآلام وموت الرب بقساوته وإنما أيضًا بالرجاء الذي يحمله أي ذاك الحب الأعظم الذي يُعطى للعالم من خلال تضحية المسيح، رفع البابا فرنسيس الصلاة من أجل أبناء المدينة التي بدأت تنزلق بمعظمها نحو أشكال فقر كانت موجودة سابقًا فقط في جزء معين من المدينة.
هذا الكفن الذي يستقطب المؤمنين وغير المؤمنين أيضًا، يجذب أيضا حجاجًا من مختلف الأبرشيات الإيطاليّة ومن الخارج، والفقراء أيضا تمكنوا هذا العام من زيارة الكفن بمبادرة من البابا فرنسيس الذي أخذ على عاتقه تكاليف حجّهم المقدّس، بخاصة هذا العام حيث فُتحت أبواب كاتدرائيّة القديس يوحنا المعمدان في تورينو أمام الزوّار لمشاهدة الكفن المعروض فيها منذ التاسع عشر من نيسان الماضي. تحت شعار "الحبّ الأعظم" يُعرض الكفن للمرّة الثالثة للعموم بعد العام 2000، وهو الأطول مدّة منذ ذلك التاريخ، إذ سيستمرّ سبعة وستين يومًا حتّى الرابع والعشرين من شهر حزيران.
شوارع تورينو عجّت بالحجاج الذين تقاطروا إلى المدينة منذ أسابيع لزيارة الكفن وإنّما أيضا لرؤية البابا فرنسيس، الذي لم يتوانى عن مباركة المرضى والاطفال.
عالم العمل شكّل محطة رئيسة من زيارة البابا الذي وبعد أن استمع إلى شهادة حياة عامل ومزارع ورجل أعمال أطلق البابا سلسلة من اللاءات لرفض السياسات الاقتصادية في العالم وهي: "لا لاقتصاد الإقصاء" الذي يطلب استسلامًا إزاء إقصاء الفقراء والأطفال والمسنين. "لا لعبادة صنم المال" الذي يدفع المرء للدخول، في عداد الذين يغتنون، بالرغم من الأزمة، وبدون الاهتمام بالعديد من الذين يفتقرون. "لا للفساد" المنتشر والذي يبدو بأنه قد أصبح موقفًا وتصرُّفًا طبيعيًّا. "لا لمؤامرات المافيا والاحتيال والرشوة". "لا لعدم المساواة التي تولّد العنف".
ودعا البابا إلى قيام نموذج اقتصاديّ لا يقوم على أساس رأس المال والإنتاج وإنما على الخير العام. وضمّ صوته إلى صوت العديد من العمال ورجال الأعمال في طلب تحقيق "عهد اجتماعي بين الأجيال".