منظّمة مالطا تحتفل بيومها الوطني وعيد شفيعها بارولين: "لبنان يتألّم من فراغ وانتقاص من الحياة المسيحيّة"
إحتفلت سفارة منظّمة مالطا ذات السيادة وجمعيّة فرسان مالطا اللبنانيّة المعروفة "بمنظّمة مالطا لبنان"، بيومها الوطنيّ وبعيد شفيعها مار يوحنّا المعمدان، وأقيم قدّاس احتفاليّ في كنيسة القدّيس يوسف للآباء اليسوعيّين في بيروت ترأّسه الكردينال بييترو بارولين، أمين سرّ دولة الفاتيكان.
شارك في القدّاس ممثّلان عن رئيس مجلس النوّاب ورئيس الحكومة وعدد من الوزراء الحاليّين والسابقين ورئيسان سابقان للجمهوريّة، هما أمين الجميّل وميشال سليمان، وقائد الجيش وممثّلين عن الأجهزة الأمنية وبطاركة الكنائس وعدد من النوّاب الحاليّين وممثّلين عن السلك الدبلوماسيّ.
بعد القدّاس وفي خلال حفل الاستقبال، حضر ممثّلون عن مفتي الجمهوريّة اللبنانيّة، ونائب رئيس المجلس الإسلاميّ الشيعيّ الأعلى، وعن شيخ عقل طائفة الموحّدين الدروز وعن مؤسّسة الإمام موسى الصدر الخيريّة.
إلى جانب سفيرة منظّمة مالطا ذات السيادة لدى لبنان ماريا إميريكا كورتيزي ورئيس جمعيّة فرسان مالطا اللبنانيّة مروان صحناوي، حضر القدّاس الذي أحيته جوقة جامعة سيّدة اللويزة، بقيادة الأب خليل رحمة، مستشار السفارة فرنسوا أبي صعب، وأعضاء الجمعيّة، وعدد من أصدقاء المنظّمة وداعميها.
افتُتح القدّاس بكلمة من الأخ جان لويس مانغي المسؤول عن ركيزة الروحانيّة لدى المنظّمة، الذي توجّه بكلمة شكر إلى الكردينال بارولين لتلبيته دعوة رئيس جمعيّة فرسان مالطا اللبنانيّة السيّد مروان صحناويّ وترؤّسه القدّاس وتحدّث عن أهمّيّة أن نبدّي الـ"نحن" على الـ"أنا".
إلى كلمة البطريرك بشارة الراعي ألقاها رئيس أساقفة بيروت المطران بولس عبد الساتر وهنّأ فرسان مالطا بعيد شفيعهم، وتحدّث عن أهمّيّة العمل للسلام في بلدنا معتبرًا أنّه "عمل صالح وجيّد ولكن العمل للسلام في الجوار لا سيّما الأراضي المقدّسة أيضًا جيّد". وشكر المنظّمة على العمل الصالح كلّه الذي تقوم به.
بدأ الكردينال بارولين عظته بشكر فرسان مالطا واعتبر أنّ احتفاليّة ولادة مار يوحنّا المعمدان مهمّة جدًّا بالنسبة إلى المحتفلين لأنّهم يتغذّون من روحانيّته.
وقال إنّ "يوحنّا المعمدان هو الفريد، بعد السيّدة العذراء، نحتفل اليوم بولادته بالتحديد 6 أشهر قبل ولادة السيّد المسيح، تعوّدنا على القيام بتأمّلات في ولادة المسيح من دون تأمّلات مماثلة في ولادة مار يوحنّا". وتساءل إذا كان بإمكاننا اليوم أن نسمع صوت الله في عالم مليء بالخطيئة والصراعات وغياب التسامح، فنحن مطالبون بأن نكون شهودًا للفرح المسيحيّ الضروريّ في أيّامنا العصيبة هذه. "نحن بحاجة إلى شهود فعّالين، وعلى الكنيسة في لبنان أن تكون شاهدة على العيش المشترك وهي من أبرز ميزات بلاد الأرز. يجب أن نكون شهودًا على المستويات الوطنيّ والإقليميّ والعالميّ من دون الخوف من حمل الإنجيل في حياتنا. الخلاص يأتي من السيّد المسيح وينبغي أن نكون شهودًا كما كان يوحنّا المعمدان شاهدًا لمجيء المسيح. في هذه الظروف الاقتصاديّة لا بدّ من أن نبدي أكثر من مجرّد الكرَم لنخفّف الحمل عن المتألّمين ولنزرع الأمل".
واعتبر الكردينال بارولين أنّ "لبنان يتألّم من فراغ كبير، وانتقاص من الحياة المسيحيّة خصوصًا أنّ لصوت رئيس الجمهورية وزنًا في الشرق الأوسط". ودعا المسؤولين إلى انتخاب رئيس جمهوريّة في أسرع وقت ممكن لتهدئة الوضع ولتخطّي الصعوبات الحاليّة". وختم قائلًا: "يجب أن نتبع ما قاله البابا القدّيس يوحنّا بولس الثاني عن جهد الأفراد من خلال حبّهم للمسيح ولكنيسته، ومساهمتهم بالوصول إلى ثمار عديدة للحياة الكهنوتيّة والمجتمع اللبنانيّ كاملًا، فلبنان وجباله الشامخة التي شهدت على ولادة ضوء الشعوب وأمير السلام، بإمكانه أن يزهر من جديد وهكذا يمارس دعوته في كونه بلد النور لشعوب المنطقة وهو علامة من علامات السلام التي أرسلها الله إلينا. وهكذا تحتفل الكنيسة في هذا البلد بسعادة ربّها".
وبعد القدّاس أقيم استقبال في صالون الكاتدرائيّة، تقبّلت في خلاله سفيرة المنظّمة ورئيس جمعيّة فرسان مالطا اللبنانيّة، إلى جانب الكردينال بارولين، التهاني باليوم الوطنيّ لمنظّمة مالطا ذات السيادة وعيد شفيعها مار يوحنّا المعمدان.
ويشار إلى أنّ لِمشاركة الكردينال بارولين في القدّاس ووجوده في لبنان أهمّيّة كبرى خصوصًا في الظروف الأمنيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة التي يمرّ بها البلد، وقد أتيا بمثابة فسحة أمل.