سوريا
08 حزيران 2018, 13:30

منشور بطريركيّ في ذكرى مجازر "سيفو"

في الذّكرى الثّالثة بعد المئة لمجازر الإبادة السّريانيّة "سيفو"، أصدرت بطريرك السّريان الأرثوذكس مار إغناطيوس أفرام الثّاني منشورًا بطريركيًّا جاء فيه:

 

"نهدي البركة الرّسوليّة والأدعية الخيريّة إلى إخوتنا الأجلّاء: صاحب الغبطة مار باسيليوس توماس الأوّل مفريان الهند، وأصحاب النّيافة المطارنة الجزيل وقارهم، وحضرات أبنائنا الرّوحيّين نوّاب الأبرشيّات والخوارنة والقسوس والرّهبان والرّاهبات والشّمامسة الموقّرين والشّمّاسات الفاضلات، ولفيف أفراد شعبنا السّريانيّ الأرثوذكسيّ المكرّمين، شملتهم العناية الرّبّانيّة بشفاعة السّيّدة العذراء مريم والدة الإله ومار بطرس هامة الرّسل وسائر الشّهداء والقدّيسين، آمين.
"لأنَّنا مِنْ أجلكَ نُماتُ اليومَ كُلَّهُ. قد حُسِبنا مِثلَ غَنَمٍ للذَّبحِ" (مز 44: 22)
بعد تفقّد خواطركم العزيزة، نقول:  
يليق بالشّهداء تكريمهم، لأنّ الموت لم يوقفهم عن الإيمان بربّنا يسوع المسيح ولم يساوموا على مبادئهم ولم يتخلّوا عنها، دافعين حياتهم ثمنًا لقاء تمسّكهم بإيمانهم. ونحن أبناء أولئك الّذين اجتازوا المجازر وعبروا "في وادي ظلال الموت" (مز 23: 4) ولكنّهم لم يخونوا الأمانة المعطاة لهم، ألا وهي جوهرة الإيمان الرّسوليّ بربّنا يسوع المسيح، الّتي تسلّموها من آباء الكنيسة الميامين. إنّهم شهداء مجازر الإبادة السّريانيّة "سيفو" الّذين ناف عددهم عن نصف المليون.
نفتخر بشهدائنا افتخارنا بالصّليب الّذي من أجله استشهدوا، ولذا نسعى أن يبقى ذكراهم حيًّا في أذهان أبناء الكنيسة، شرقًا وغربًا، فنستمدّ الأمل من سيرهم وتضحياتهم لأيّامنا الّتي تكاد تشابه تلك الأيّام.
لذلك، نكتب إليكم، ونحن على أبواب الذّكرى الثّالثة بعد المئة لهذه الإبادة "سيفو"، لنذكّركم بأنّنا كنّا قد حدّدنا في الدّورة العادية لمجمعنا الأنطاكيّ المقدّس، المنعقد عام 2015، عيد شهداء سيفو السّريان في 15 حزيران من كلّ عام.
وبهذه الذّكرى، سنحتفل بالقدّاس الإلهيّ في مقرّنا البطريركيّ في دمشق، ونأمل أن يُقام القدّاس الإلهيّ والبرامج المناسبة إحياءً لهذه الذّكرى وطلبًا لشفاعة الشّهداء، كما نحثّكم على رفع الصّلوات من أجل أن يحلّ الأمن والسّلام في الشّرق الأوسط، بل في كلّ أنحاء العالم، وتتوقّف الحروب والصّراعات والمجازر الّتي تنال من الأبرياء من دون أيّ ذنب.
نأمل أن تصلّوا أيضًا من أجل سلامة وعودة مطرانَي حلب الجليلَين صاحبَي النّيافة بولس يازجي ومار غريغوريوس يوحنّا ابراهيم.
نسأل الله أن يمدّكم بيمين الصّحّة والعافية على الدّوام. هذا ما اقتضى والنّعمة معكم".