مقابلة "فاتيكان نيوز" مع المطران المارونيّ في وسط إفريقيا وغربها
سلّط المطران سمعان فضّول من أبرشيّة البشارة المارونيّة في إفريقيا، الضوء على سينودس السينودسيّة وتأثير الكنيسة المارونيّة الموجودة في إفريقيا على الاتّجاه المستقبليّ للكنيسة الجامعة.
في مقابلة مع "فاتيكان نيوز"، عرض الأسقف فضّول رؤيته حول كيفيّة إدراك العمليّة السينودسيّة وتنفيذها في السياق الثقافيّ المتنوّع لأفريقيا.
تمّ إنشاء أبرشيّة البشارة لرعاية المؤمنين الموارنة في 24 دولة في غرب إفريقيا ووسطها. على الرغم من إنشائها الرسميّ كأبرشيّة في 28 شباط/فبراير 2018 مع الأسقف سمعان فضول كالأسقف الأوّل لها، إلّا أنّ رسالتها بدأت في عام 2014 عندما تأسّست كإكسرخسيّة رسوليّة تحت إشرافه. ومع ذلك، يعود الوجود المارونيّ في إفريقيا إلى أبعد من ذلك بكثير، إلى عام 1875، أي أكثر من قرن ونصف من التراث المارونيّ في القارّة. مقرّ الأسقفيّة اليوم في نيجيريا.
أشار المطران فضّول إلى مدى تناغم المفاهيم السينودسيّة مع الثقافة الإفريقيّة، موضحًا أنّ السينودسيّة ليست مفهومًا جديدًا للأفارقة، وقد اعتمدت الكنيسة الإفريقيّة منذ فترة طويلة على المؤتمرات الأسقفيّة لأداء وظائف السينودس.
وقال إنّ السينودسيّة تعود، في التقليد المارونيّ، إلى الكنيسة الأولى، وتواصل الكنيسة الكاثوليكيّة المارونيّة هذا التقليد السينودسيّ، وتعمل من خلال هيكل سينوديسيّ يناقش فيه الأساقفة القرارات المهمّة ويتداولونها.
إنّ سينودس الأساقفة هو هيئة حاكمة أساسيّة داخل الكنيسة المارونيّة، كما هو محدّد في قوانين الكنائس الشرقيّة وفي القانون الخاصّ للكنيسة المارونيّة. وفقًا لهذه الشرائع، يجتمع السينودس المارونيّ بشكل دوريّ لمعالجة المسائل العقائديّة والراعويّة والإداريّة، ويجسّد مقاربة تعاونيّة تعكس التراث السينودسيّ للكنيسة الأولى والاحتياجات الفريدة للجماعة المارونيّة اليوم، و"جمال العمليّة السينودسيّة هو أنّ القرارات لا تأتي فقط من التسلسل الهرميّ ولكن من خلال الحوارات والتعاون والمدخلات من المؤمنين...بالنسبة إلينا نحن الموارنة، هذه ليست فكرة أجنبيّة"، قال المطران.
أكّد المطران فضّول أهمّيّة الكنيسة المارونيّة في إفريقيا ومساهماتها في العمل السينودسيّ.
"كجزء من الكنيسة الجامعة، لدينا الحقّ في التعبير عن آرائنا ومشاركة تجاربنا. من خلال ممثّلينا عن أبرشيّتنا في سينودس السينودسيّة، تمّ سماع أصواتنا، ونحن نساهم بمنظورنا الفريد في المحادثة الأوسع"، وأشار الأسقف المارونيّ إلى أنّ أبرشيّته، عملت عن كثب مع مؤتمر الأساقفة الكاثوليك في نيجيريا في المرحلة الأولى من سينودس السينودسيّة، ونظّمت لقاءات وندوات ومؤتمرات.
وقال: "في الوقت عينه، كنّا جزءًا من الرحلة السينودسيّة التي تقودها كنيستنا المارونيّة في لبنان، وعملنا مع اللجنة التي شكّلها المجمع المارونيّ"، "قدّمنا تقاريرنا، وشاركنا في أنشطة كنيستنا الأمّ...".
وأشار المطران فضّول إلى أنّ الموارنة في إفريقيا يتكلّمون بصوت فريد يشكّله واقع حياتهم في المجتمع الإفريقيّ وداخل الثقافات الإفريقيّة، مضيفًا أنّ هذا التنوّع يثري العمليّة السينودسيّة، فالمساهمات من مختلف المناطق "تقدّم فهمًا أكمل للقضايا التي تواجه المسيحيّين حول العالم".
بصفته أسقفًا لبنانيًّا مارونيًّا، يشعر الأسقف فضّول أنّه يقوم ب "الحجّ" الخاصّ به، قائلًا إنه يواجه التحدّي عينه مثل أي شخص آخر في عالم المسيحيّة الإفريقيّة السريع كالبرق، ويتساءل عن كيفية تحقيق توازن حقيقيّ بين التقاليد التي يقوم عليها التراث القديم للكنيسة المارونيّة والطبيعة الفريدة لإفريقيا.
وأخيرًا، حثّ المطران المؤمنين الموارنة في القارّة الإفريقيّة على تلقّي الإلهام حول السينودس وكيف يمكن أن يهيّئهم لمستقبل الكنيسة، فهو "نداء للمسيحيّين جميعهم للاستثمار في حياة الكنيسة."
وأضاف أنْ يجب على الجميع أن يلعبوا دورًا في صحّة الكنيسة، فيعيش كلّ مسيحيّ إيمانه ويحدّد أين يقود الله الجماعة.
حثّ الأسقف المارونيّ على الرجاء والمشاركة بين المؤمنين، معربًا عن ثقته في أنّ السينودس سيخلق واقعًا جديدًا للكنيسة في إفريقيا وخارجها.
قال: "لا يزال الوقت مبكرًا في الرحلة". "لكنّني أعتقد أنّنا نسير على طريق جيّد نحو كنيسة أكثر إدماجًا وسعادة وأكثر وحدةً من أي وقت مضى".
بينما تسعى الكنيسة إلى تأصيل السينودسيّة في حياتها اليوميّة، دعا الأسقف فضّول كلّ كنيسة إلى التحدّث بصوتها الفريد مع التركيز بشكل خاصّ على إفريقيا، التي تحتاج الكنيسة الجامعة إلى الإصغاء إليها بعناية.