مع القدّيسة ريتا... لا مستحيل!
نعم بهيّ هو هذا الصّباح الّذي طلع ببركة قدّيسة كاسيا الّتي ذاع صيتها في المسكونة كلّها ووصل إلى لبنان حيث تربّعت في قلوب مسيحيّيه مجاورة قدّيسيه بالمكانة والمحبّة.
كثيرون هم من زاروك في ديرك الأمّ في إيطاليا ورأوا جمالك المقدّس بعين الأمّ، وركعوا أمام ضريحك حيث تنامين نوم الأبرار، وطلبوا وصلّوا بقلب تخبّط بسبب عواصف الحياة وأعاصيرها. هناك أفرغوا كلّ همومهم بثقة كبيرة أنّه بشفاعتك يسقط سلطان المستحيل ويرى الفرج النّور. وكم كبيرة كانت النّعم الّتي حلّت عليهم وبدّلت حياتهم، وحوّلت دموع الحزن الرّابضة في العيون إلى دموع فرح انهمرت غزيرة مسبّحة وشاكرة.
وكثيرون هم أيضًا الّذين آمنوا ولم يروا، فجثوا أمام صورتك في كنائسهم ومنازلهم، وقدّموا ابتهالات وثقوا أنّ المسافات لن تمنعك من سماعها أو استجابتها. عرفوا أنّ السّماء قريبة وأنّك على عرش القداسة تتربّعين، وفي سماء الكنيسة كنجم ساطع تتلألين حاملة كلّ إنسان غرق في العذاب والبكاء والخطيئة معيدة الرّجاء إلى قلبه المتوجّع.
اليوم، في عيدك يا شفيعة الأمور المستحيلة، أنت الّتي تشعرين بنا وتدركين كم قاسية هي الحياة وصعبة لأنّك عشتها وذقت مرارتها وعذاباتها يوم كنتِ طفلة وزوجة وأمًّا قبل أن تلبسي ثوبك الرّهبانيّ، نلجأ إليك فنضع حياتنا بكلّ تفاصيلها بين يديك، لكي نعمل دائمًا إرادة الله بالتّمام والكمال، فتتلاشى أميالنا نحو الشّرّ، وتمتلئ قلوبنا غيرة مقدّسة وحبًّا طاهرًا، وننجو من كلّ بخل ومجد عالميّ وعدوّ باطنيّ ودينونة باطلة..
نضع بين يديك قضايا بلدنا المستعصية، وأوجاع شرقنا المستمرّة وكلّ الشّرور المستشرية في العالم، لكي تستأصلي جذورها وتزرعي مكانها أمنًا وسلامًا وخيرًا، وتقيمي فيها قدّيسين عظماء يرشدون الشّعب ويبدّدون الظّلام.
لكِ أيّتها القدّيسة ريتا الكلّيّة العذوبة، نقدّم باقة ورود مقطوفة من حقل النّعم الّذي لا تكفّين تعتنين به. لكِ نجدّد شكرنا أنتِ الّتي عرّفتنا على محبّة يسوع اللّامحدودة ورحمته الواسعة. لكِ منّا قبلة وفاء في هذا العيد المبارك، عيد ولادتك في السّماء.