العالم
15 أيلول 2020, 08:45

مع إعادة فتح المدارس رسالة من مجمع التّربية الكاثوليكيّة

تيلي لوميار/ نورسات
مع عودة المدارس إلى نشاطها في بداية العامّ الدّراسيّ الجديد بعد أن فرض وباء كورونا إغلاقها في بلدان العالم كافّة، وجّه مجمع التّربية الكاثوليكيّة رسالة إلى المدارس والجامعات والمؤسّسات التّربويّة تتضمّن دعوة إلى مركزيّة العلاقات المباشرة مع الأشخاص، فـ"لقاء الأشخاص والتّفاعل المباشر بينهم ليسا مجرّد عنصر جانبيّ في النّشاط التّربويّ، بل هما جوهر علاقة التّبادل والحوار بين المعلّمين والطّلّاب، ولا غنى عنهما من أجل تنشئة الأشخاص والفهم النّقديّ للواقع. فالطّلّاب، الأشخاص، ينمون معًا في لقاء الآخرين، كما أنّ العلاقات بين الأشخاص هي "المكان" الّذي يتجاوز فيه البحث العلميّ والأكاديميّ تفكّك المعارف."

وأكّد المجمع على أنّه "لا يمكن الاستعاضة عن هذه العلاقة بالشّاشات أو الاتّصالات الرّقميّة"، فـ"ثقافة اللّقاء هي أساس العمليّة الترّبويّة، ثقافة تشمل أيضًا الاهتمام بالبيت المشترك لأنّ الأشخاص وبينما تتمّ تنشئتهم على منطق الشّركة والتّضامن يعملون على استعادة التّناغم مع الخليقة."

وذكّر المجمع، بحسب "فاتيكان نيوز"، بتأثّر كفاءة التّعليم عن بُعد بسبب عدم التّساوي الواضح في الفرص التّربويّة والتّكنولوجيّة، الأمر الّذي زاد من الفجوة التّربويّة القائمة بالفعل في العالم، مضيئًا على  "الأوضاع المأساويّة للمدارس والجامعات الكاثوليكيّة والّتي يهدّدها، مع عدم حصولها على دعم ماليّ من الدّولة، خطر الاضطرار إلى الإغلاق أو تقليص خدماتها بشكل كبير. وعلى الرّغم من ذلك فإنّ هذه المدارس والجامعات تواصل وضع ذاتها في خدمة الجماعة الكنسيّة والمدنيّة من خلال توفير خدمة تكوينيّة وثقافيّة عامّة الطّابع لصالح الجماعة بكاملها."

كما لفت المجمع إلى الحاجة إلى دعم إسهام دور المعلّمين والمربّين من خلال تنشئة قويّة متواصلة قادرة على التّعامل مع احتياجات الأزمنة بدون فقدان التّناغم بين الإيمان والثّقافة والحياة؛ كما إلى الحاجة إلى "ميثاق تربويّ جماعيّ ومتقاسَم، وبالتّالي "فإنّ المؤسّسات التّربويّة الكاثوليكيّة مدعوّة إلى تنشئة أشخاص مستعدّين لوضع أنفسهم في خدمة الجماعة، وقادرين على تجاوز التّفكّك والمواجهة وعلى بناء نسيج علاقات من أجل إنسانيّة أكثر أخوّة. ويستدعي تحقيق هذا تشييد شبكة تعاون أكثر تكاملاً كنقطة انطلاق لتحديد بعض الأهداف الّتي يتطلب بلوغها نماذج تعايش بديلة مقارنة بنماذج مجتمعات الجمهرة والفردانيّة. هناك من جهة أخرى حاجة إلى مشروع تربويّ متجدّد طويل الأجل يقوم على أسس أخلاقيّة وتنظيميّة متقاسَمة."

ودعا المجمع في ختام رسالته مسؤولي المجتمعات إلى منح أهمّيّة أكبر للتّربية بكلّ أبعادها، آملاً أن تدعم القناعة بأنّ "التّربية تسكن بذرة الرّجاء، رجاء في السّلام والعدالة."