معوّض زار رعيّة مار جرجس- أبلح واحتفل مع أبنائها بالعنصرة
وللمناسبة، ألقى معوّض عظة قال فيها: "أحببت أن أقوم بزيارة راعويّة لهذه الرّعيّة العزيزة مار جرحس أبلح تعبيرًا عن الشّركة الكنسيّة الّتي تجمعنا، وبهذه الزّيارة أحيّيكم جميعًا، أحيّي أبونا بطرس عيد خادم هذه الرّعيّة، و نشكر الله عليه، على الشّهادة الّتي يؤدّيها، على الفضائل والرّوحانيّة الّتي يتميّز فيها، ونطلبُ من اه ا أن يكافيهِ على خدمتهِ في هذه الرّعيّة وعلى خدمته ِأيضًا في جامعة الرّوح القدس الكسليك في فرع زحلة.
كما أنّه من خلاله أحبُّ أن أشكر الرّهبانيّة اللّبنانيّة المارونيّة الّتي نتعاون معًا بخدمة الأبرشيّة،هذه الكنيسة الّتي هي تابعة للرّهبانيّة الّتي وضعتها لخدمة الرّعيّة، رعيّة أبلح التّابعة للأبرشيّة وهذا تعبير أيضًا عن التّعاون وأنّنا نحن جميعًا أبناء كنيسة واحدة.
وأحبُّ أن أعايدكم جميعًا بعيد العنصرة، هذا العيد الجميل المليء بالرّوحانيّة الّذي فيه نتذكّر كيف أنّ الرّوح القدس حلّ على التّلاميذ في اليوم الخمسين حين وعدهم يسوع أنّه سيُرسل الرّوح القدس وهكذا حصَل، في اليوم الخمسين بعد قيامة يسوع المسيح حلَّ الرّوح القدس وأعطاهم القوّة ليبشّروا بالمسيح. كما ورد في الإنجيل المقدّس أنّه كان لغات متعدّدة وكان كلُّ واحد يسمح اللّغة الّتي يعرفها.
فمثلما أنَّ الرُّسل نالوا الرّوح القدس هكذا نحن ننال الرّوح القدس. هو بالطّبع فهم الرّوح القدس ليس بأمر سهل على عقولنا. إنّما ببعض الرّموز نفهم نوعًا ما ذلك، فمثلاً الأب، لدينا صورة الأب الّذي يمثّل العناية، مصدر القوّة والإبن الّذي تجسَّد قريبًا بعض الشّيء لتفكيرنا. فالرّوح القدس هو غير منظور لا شكلَ له، نرمز إليه بالرّياح، لكنّنا دون أن نراه نؤمِن أنّه حاضر في قلوبنا.
فكلُّ مسيحيّ نال الرّوح القدس يوم تعمَّد وأخذ سرّ التّثبيت، ونحن وُلدنا وتربّينا على هذا الإيمان، فيكفي أن نؤمِن بالرّوح القدس. أيضًا ننال الرّوح القدس في القدّاس، في القسم الثّاني من القدّاس بعد الكلام الجوهريّ
حين يقول الشّمّاس "ما أرهبها ساعةً أحبّائي...
ماذا عن هذه السّاعة وهذه الرَّهبة...؟
يعني أنّ في تلك السّاعة ينحدر الرّوح القدس ويحلّ على القرابين الموضوعة على المذبح.
فبهذا الكلام ينبِّهنا الشّمّاس أنّنا في هذا الوقت نحن في رهبة حيث بنحدر الرّوح القدس ويحلّ على القرابين الّتي سنتناولها.
ويطلب منّا أن نقف خاشعين مصلّين... وقت أنّ الكاهن ينحني ويرفرف ثلاث مرّات على القرابين والجميع منحنين مصلّين. الرّفرفة هي رمز للرّوح القدس مثل الحمامة الّتي ترفرف.
يكون الكاهن حينها يصلّي ويطلب أن يأتي الرّوح القدس أن يحلّ على الجميع. ويقول ثلاث مرّات "استجبني يا ربّ". هذه الصّلاة تشبه صلاة مار الياس في العهد القديم يوم كان بمبارزة بينه وبين كهنة الأوثان
الّذين كانوا يصلّون لآلهتهم ليبعثوا بالنّار... و لم تأتِ النّار.
أمّا مار الياس فذبح ذبيحة وصلىّ للرّبّ حتّى يبيّن للشّعب أنّه الإله الحقيقيّ وقال استجبني ثلاث مرّات، وقتها وصلت نار من السّماء وحرقت المحرق.
أيضًا هذه الصّلاة شبيهة بصلاة استدعاء الرّوح القدس ليحلّ فينا وعلى القرابين.
فالرّوح القدس يشبه النّار إنّما الفرق أنّ من بعد النّار يأتي الرّماد أمّا مع الرّوح القدس فالنّار تُحيي.
نحن لا نشعر بالرّوح القدس إنّما نؤمن فيه.
فبالرّوح القدس الرّبّ يلهمنا أن نتبع ونعيش تعاليم المسيح.
فالإنسان ليس لديه القدرة الكافية أن يفهم تعاليم المسيح فالرّوح والقدس لديه القوّة والقدرة أن نفهم ذلك ونعيش بتعاليم المسيح.
فبدون الرّوح القدس لا وجود للمسيحيّة. لا أحد يستطيع أن يكون مسيحيًّا ويعيش المسيحيّة دون الإيمان بالرّوح القدس.
في هذا القدّاس المبارك نشكر ربّنا على عطيّة الرّوح القدس، نحن لا نتذكّر فقط حلول الرّوح القدس باليوم الخمسين إنّما نعترف أنّنا أيضًا نحن نعيش العنصرة. لأنّنا أيضًا ننال الرّوح القدس في هذا القدّاس
نشكر الرّبّ على هذه العطيّة ونسأل الرّوح القدس أن يساعدنا ويكون معنا دومًا لنتبع يسوع المسيح. ونعيش تعاليمه."