معلولي أحيا قدّاس عيد القدّيس سمعان العمودي وكرّم عائلات الرّعيّة التي تحتفل باليوبيل الذّهبيّ لزواجها
في عظته تحدث معلوليّ عن أهميّة المناسبة ومعانيها قائلًا: "يأتي هذا القدّاس ضمن احتفالات فعاليّات "نور من حلب" التي أردناها أن تكون معبّرة عنّا جميعًا وعن أخلاقنا وقيمنا مترجمين صورتنا الجميلة لأنفسنا وللآخرين".
وأضاف: "نجتمع اليوم تحت كنف كنيسة رقاد السّيّدة ليس فقط لنحتفل بعيد شفيع أبرشيّتنا، بل لنكرّم أيضًا العائلات التي تحتفل باليوبيل الذّهبيّ لزواجهم ولنقول لهم أنتم بركتنا ووجودكم في الرّعيّة هو أصيل ومتجذّر. لذلك أردنا تكريمكم في هذه الكنيسة الشّاهدة على زواجكم وكلّ مناسباتكم وصلواتكم. أردنا هذا التّكريم الصّغير الذي يترك وراءه محبّة كبيرة واحترامًا للكرامة الأعلى أيّ أنتم بما لديكم من سنين خبرة ننحني أمامها".
في نهاية القدّاس، أقيمت طلبة رأس السّنة الطّقسيّة على نيّة أن يمنحنا الله بشفاعة القدّيس سمعان العموديّ الصّالحات في حياتنا.
بعد ذلك، ألقى الأب جبرائيل عازار كلمة تحدث فيها عن فعاليّات أسبوع نور.
وإختتم القدّاس بتكريم الأب ألكسندروس أسد بتصييره متقدّمًا في الكهنة.
كما تم تكريم ٢٥ عائلة من العائلات اللّواتي قد مضى على زواجهن نصف قرن. قدم لهم معلولي دروعًا تقديريّة وورودًا ترمز إلى المحبّة.
وكانت كلمة للأب الكسندروس أسد باسم كلّ العائلات قال فيها: "باسم الآب والابن والرّوح القدس، الإله الواحد، آمين
صاحب السّيادة المتروبوليت افرام معلولي الجزيل الاحترام والوقار
إخوتي الآباء الأجلّاء أيّها الحضور الكريم،
باسمي وباسمكم جميعًا، أتقدّم بالشّكر الجزيل لملاك حلب، صاحب السّيادة المتروبوليت افرام، راعينا ورئيس كهنتنا المحبوب، والغالي على قلوبنا جميعًا، لهذه اللّفتة الكريمة المباركة، لإقامة هذا اليوبيل الذّهبيّ وتكريم جميع الذين قد مضى على زواجهم نصف قرن، وما زالوا قائمين بسعادة وهناء في قفصهم الذّهبيّ، ملتحفين بالمحبّة والوئام، وهذا لم يسبق أن حدث مثله في أبرشيّة حلب عبر التّاريخ.
وأشكر إخوتي الأباء الكهنة الأجلّاء، الذين وضعوا بصمتهم المباركة في هذا القدّاس الإلهيّ, فكان قدّاسًا متميّزًا، وتاريخيًّا، ودرسًا خاصًّا للأجيال القادمة.
أجمَل ما يسمعه العروسان, عند دخولهما إلى الكنيسة، لينالا بركة سرّ الزّواج, وهما سعيدان، يترنّحان على نغمات ملائكيّة، ويسمعان ترتيلة تقول منبّهة إيّاهما، "أيّها الرّبّ إلهنا, بالمجد والكرامة كلّلهما"، فتأخذهما هذه العبارة في رحلة زواج مليئ بالسّعادة والاحلام المخمليّة، لبناء عشّهما الزّوجيّ السّعيد.
أمّا أنا فاسمحوا لي أن أقف عند كلمة "والكرامة"، التي طنشها العروسان، بينما هي تحمل بين طياتها أسرارًا زوجيّة خفيّة بنَّاءة، وقواعدًا يجب أن يعيشها الزّوجان طيلة أيّام حياتهما، لأنّها إحدى أسّس استمرار الحياة الزّوجيّة السّعيدة النّاجحة، مترادفة مع توأمها المحبة.
فإنّ انعدمت هذه الكرامة بين الزّوجين، ضاعت المحبّة بينهما واندثرت، وتزعزعت أساسات البيت الزّوجيّ، وتصدعت وانهارت، فيدخلان في نفق مظلم، مليء بالأشواك، والعثرات، والكوارث أحيانًا، وينتهي بهم المطاف إلى ضياع الأسرة أساساها بالكامل.
الكرامة أيّها الأحبّاء، تنمي الإنسان روحيًّا وجسديًّا واجتماعيًّا، وتغذّيه بالأخلاق الحميدة وبالمحبّة، ليكمل شوط عمره مع رفيقة دربه بسلام وأمان، ومحبّة ووثام, كما تعهدّ أمام الله والكنيسة، والبيعة والشّهود ليلة الزّفاف.
والآن، ونحن المتزوّجون منذ نصف قرن ومازلنا سائرون، لهو أكبر دليل على إنّنا قد حافظنا بكلّ قوانا على كرامتنا المتبادلة بين الطّرفين".
بعد ذلك، جالت العائلات على معرض الأيقونات الكائن في مطرانيّة الروم الأرثوذكس- القديمة.
ومن ثم، توجهوا جميعًا إلى كاتدرائيّة النّبيّ الياس حيث تبادلوا الصّور التّذكاريّة والتأموا حول مائدة محبّة.