مطر مترئسا قداس تذكار الموتى في خلدة: ملزمون بالمصالحة والتضامن بعضنا مع بعض

مطر

والقى المطران مطر عظة اكد فيها "ان عائلة كنعان لها موقع خاص وجاء تلبية لدعوتهم لنقيم الذبيحة في سيدة خلدة العجائبية لراحة موتى العائلة في هذا المقام المقدس الذي نكن له المحبة والاجلال، لقد ترعرعنا صغارا في هذه الارض وجمعتنا مع اخوتنا الدروز ومع جميع اللبنانيين من كل الطوائف وكانت سيدة خلدة محور تلاق لجميع الناس من كل المذاهب والاديان يأتون اليها طلبا للمعونة الروحية".

اضاف: "اخوتنا المسلمون يكرمون مريم العذراء تكريما خاصا واخوتنا الدروز يكنون للعذراء محبة كبيرة ويدعونها بكل محبة ان تلبي طلباتهم الروحية ما يجعلنا نشكر الله انها تزرع الحنان في ما بين اولادها وتقربهم من بعضهم البعض وتجعلهم اخوة حقيقيين يحافظون على كرامات بعضهم البعض ويعملون من اجل هذا الوطن العزيز ليبقى وطن العيش المشترك والكرامة لجميع الناس".

واكد مطر "ان لبنان هو كيان روحي اولا قبل ان يكون كيانا سياسيا، ونحن على هذه الارض طلبنا قبل كل شيء ان يعبد كل انسان ربه على طريقته بحرية، هذا ما طلبناه من ودياننا وجبالنا وطلبناه من الله ان نعيش مع بعضنا البعض اخوة، كرماء، متحابين وهكذا بني هذا الوطن وخصوصا المسيحيين والدروز وجميع اللبنانيين نحن لا نميز احدا عن احد وكنا نقول بكل محبة ان هذا الجبل العزيز هو العمود الفقري للبنان، واذا كان العمود الفقري بخير كان الوطن كله بخير، وبذلك نسعى مع جميع الساعين ليكون العمود الفقري ممتازا ولنكون منفتحين، هذه الارض هدية من آل ارسلان ونحن بالقرب من دير الناعمة وهو هدية من آل نكد الاحبة، هذا هو عمل شراكة المصير كان وسيبقى في الضلوع والصدور وسنبني عليه مستقبل اولادنا واحفادنا من بعدنا، نذكر التاريخ ونتعلم من هذه الارض التي اعطتنا ان نعيش بكرامة ومحبة، والعذراء هي الام الحنون والام تفضل من ابنائها المريض حتى يشفى والبعيد حتى يعود والصغير حتى يكبر".

واشار الى "ان اليوم هو بداية السنة الطقسية في الكنيسة المسيحية حيث يأتي بعد اسابيع موسم الاعياد، الى الصوم المبارك الفصح" مضيفا "ملزمون بالمصالحة والتضامن بعضنا مع بعض ونطلب من الله ان يوفق فخامة رئيس الجمهورية والمسؤولين في لم الشمل وان يتقدم لبنان نحو الافضل".

وختم مطر داعيا الى "الاتكال على انفسنا لانه "ما حك جلدك الا ظفرك" وحتى يبقى لبنان بلد العيش المشترك في ظل ما يجري من حولنا في سوريا والعراق واليمن حيث الناس يرفضون بعضهم"، سائلا "لماذا لا يتصالحون؟ فالمنطقة تتسع للجميع وعلى الناس ان يقبلوا بعضهم، فكلنا ابناء الله وكل على دينه الله يعينه، هكذا عشنا في لبنان وهكذا يجب ان نكمل عيشنا حتى يكون لبنان وطن السلام".

كنعان

والقى رئيس جمعية آل كنعان الدكتور الياس كنعان كلمة قال فيها: "منذ سنة 1795 ونحن نبني ونجدد ونرمم مع جميع المؤمنين من كل الطوائف على هذه الارض وجميع الاصدقاء لنتجدد في الكلمة والحكمة والعقل والمعرفة والايمان. واليوم نتذكر ارواح اجدادنا وآبائنا ومحبيناالذين رحلوا عن هذا العالم الفيزيائي البشري الى العالم الروحاني كما يقول القديس بولس:يدفن الجسم مائتا ويقوم خالدا، يدفن بشريا ويقوم روحانيا".

اضاف: "نتذكر ونتجدد بالايمان ليكون ذكراهم مؤبدا وصورهم لتكون حافزا لنا وشاهدا للعطاء والايمان والمحبة والبركة والسلام، هكذا انتم يا بني كنعان يا ملح هذه الارض الطيبة، لا تكلون في العطاء والعمل لبقاء هذا الصرح صرح السيدة كما يسميها القديس اورجين الام الكونية والدة المسيح الذي هو بر الله وضياء مجده وصورة جوهره الناطق". 


والقى الشاعر جريس هيدموس (دبور عين دارة) قصيدة من وحي المناسبة ودور العذراء مريم في تلاقي جميع اللبنانيين.
ثم جرى افتتاح القسم الذي يخلد تاريخ السيدة العجائبية ولافراد الذين توالوا من عائلة كنعان على المحافظة عليها وتضمن صكوكا نادرة وصورا واوراقا تعود الى اكثر من مئتي عام.