لبنان
21 آذار 2016, 08:29

مطر في قداس الشعانين: ليعطنا الله أن نكون إخوة حقيقيين متحدين

إحتفل رئيس أساقفة بيروت المطران بولس مطر بقداس أحد الشعانين وزياحه، في كاتدرائية مار جرجس في بيروت والشوارع المحيطة بها، عاونه فيه رئيس المدرسة الإكليريكية المارونة المونسينيور عصام أبي خليل وكاهن الرعية المونسينيور اغناطيوس الأسمر والأبوان بول مطر وداود أبو الحسن، بمشاركة تلامذة المدرسة الإكليريكية ومصلين تقدمهم رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق الشيخ وديع الخازن.

بعد الإنجيل المقدس، ألقى مطر عظة روحية تحدث فيها عن معاني المناسبة، ودعا اللبنانيين فيها لعيش المحبة ليسلم لبنان، وقال: "هذا هو اليوم الذي نفرح فيه كبارا وصغارا لإفتقاد الرب لنا ومحبته العظمى لكل واحد منا. هو الملك الآتي وليس كالملوك. ملك السلام هو ليس ملك الحرب، ملك المحبة هو وليس ملك العداوات، ملك الأخوة هو وليس ملك التباغض والقهر. ملك أتى ليغير الدنيا ويضع فيها نعمة الله ويشد جميع الناس بعضهم إلى بعض في مصالحة حقيقية كبرى. علم في فلسطين ثلاث سنوات، وأتى الوقت الذي فيه يتمجد مقدما حياته فداء عنا وقائما من الموت لأجل حياة جديدة لكل منا. اليهود كانوا يكيدون له بالقتل وهو كان عارفا بذلك، ومع ذلك أتت الساعة فدخل إلى أورشليم، دخول الملوك ولكن ليس على قوى مدرعة ولا خيول، بل على حجش ابن آتان وضيع، ليقول "طوبى للودعاء لأنهم يرثون الأرض". أتى بكل محبة فصرخ الأطفال والشبان والكهول "هوشعنا لابن داود ملك اسرائيل الحقيقي، هذا هو يسوع الذي نعبده".

أضاف: "يسوع الذي يعرض على العالم كله قوة جديدة هي قوة المحبة والمصالحة، في مدن كثيرة في العالم اليوم، دماء ودموع ومهجرون وقتلى . في كل هذا الشرق الحزين أناس يقتلون كل يوم وحروب بدأت ولا تنتهي. نداء الرب يسوع اليوم، لكل أبناء هذا الشرق، وهو شرقه،الذي ولد فيه ،أن أتركوا السلاح جانبا، عودوا بعضكم إلى بعض في السلام والمحبة والتصافي. إقبلوا بعضكم بعضا كلكم أبناء لإله واحد وهو الذي في السماء. هذا هو تعليم يسوع المسيح أمس واليوم وإلى الأبد. ولا تظنوا ،أيها الاحباء، أن هذا التعليم ضعيف هو القوة كلها. القوة المادية تغلب اليوم وتغلب غدا". 

وتابع: "أما قوة المحبة فلا غالب لها على الإطلاق. قد تصلب المحبة وتعذب ولكن إلى قيامة والرب ينصرها لأنه إله المحبة هو. لذلك نخرج اليوم إلى الشوارع في بيروت وفي كل مدينة من مدن الأرض لنهتف ليسوع، تعالى إلينا، تعالى إلى هذا العالم من جديد، كن ملهما له ومعلما ومسيحا وربا. نحن لك يا رب شاهدون لمحبتك وعاملون من أجل روحك وإنجيلك الطاهر. نريد بكل ما للكلمة من معنى، من كل قلوبنا أن نضع السلام في العالم كله". 

وقال: "أنتم ،أيها الأحباء، خميرة السلام في هذا العالم ، إفتحوا قلوبكم لسلام المسيح. أما الأطفال الذين سيخرجون في الساحات فنتمنى لهم حياة حلوة، هم على موعد مع الحياة والحب. تلبسوهم أجمل الحلل وتقولون لله هؤلاء أولادك تسلمهم يا رب وارع نفوسهم واعطهم أياما جميلة. هم يمثلون الحياة والمحبة والمستقبل. هم يرفضون الموت والتباغض. أطهار هم في قلوبهم وحياتهم. إقبل طهرهم وعلمنا مثلهم، أن نكون أطهارا وبسطاء في قلوبنا، فليعطهم الرب أن يكونوا شهودا لمحبته طوال عمرهم وإلى الأبد".

أضاف: "نشكر الله على هذه النعمة. ان الله افتقدنا، وعرض علينا أن نكون أبناءه ووضع محبته في قلوبنا، فليبارك عيالكم وأطفالكم وليبارك كل مساعيكم من أجل السلام. وليعطنا في هذا الوطن العزيز، أن نكون كلنا من جميع الأطياف اللبنانية إخوة حقيقيين متصالحين متسامحين ومتحدين ومتحابين، قابلين بعضنا بعضا. وليعطنا الله أن يكون هذا الوطن صورة عن الملكوت السماوي بعيشه المشترك، باحترام أحدنا للآخر بأن نكون قدوة في هذا الشرق كله من أجل سلامه ومحبته".

وختم مطر بالقول: "عيد مبارك هذا اليوم يوم الشعانين يوم الفرح، فرح الأطفال. سوف ينغص بأسبوع الآلام بالذين يكيدون للمسيح قتلا وينقلبون عليه يوم الجمعة، ولكنه إلى قيامة، والأحد المقبل هو قيامة المسيح المنتصر على الشر والخطيئة، ويعيد الحياة إلى الفرح والقلوب، أسبوع الآلام طريق إلى الفرح والخلاص، فليكن اسبوعا مجيدا لنا ولكم أيها الأحباء، والرب معكم ويرعاكم من الآن والى الابد باسم الآب والابن والروح القدس الاله الواحد آمين". 


المصدر : وطنية