لبنان
16 أيار 2017, 09:20

مطر في اليوم الأبرشي الـ 16 للعائلات: العائلة شاهدة ليسوع المسيح ومحبته

أحيت أبرشية بيروت المارونية، اليوم الأبرشي السادس عشر للعائلات بعنوان "قجة العيلة" برعاية رئيس أساقفة بيروت المطران بولس مطر، الذي ترأس الصلاة في مدرسة الحكمة هاي سكول في عين سعادة يحيط به رئيس لجنة العيلة في الأبرشية الخوري عصام إبراهيم والخوري عمانوئيل قزي.

 

بعد الإنجيل المقدس ألقى المطران مطر عظة عن العائلة وأهميتها في حياة الكنيسة وقال: "كان لي الحظ أن أقدس مع قداسة البابا في القاهرة ممثلا غبطة أبينا السيد البطريرك، وكانت مصر في عيد على الرغم من الشهداء الذين سقطوا، المسيحيون هللوا وسبحوا الرب لأن الشهداء هم قوتهم وهم الذين يفتدون الكنيسة ويزرعون في قلوب المؤمنين فيها قداسة يسوع المسيح. وقداسة البابا ونحن، أيضا شاركناهم هذا العيد فشكرنا الله وصليت لأجل الأبرشية ولأجلكم حتى تكونوا شهودا ليسوع المسيح ولمحبته العظيمة لكل واحد منكم وللعالم بأسره".

أضاف: "إن العائلة شاهدة ليسوع المسيح ولمحبته، فمن دونه لا عائلات مقدسة، المسيح هو العريس الأول والعروس كنيسته افتداها بدمه ونقاها وطهرها وكلنا أولاد هذه الكنيسة العظيمة مزروعون على جسد المسيح أغصانا في كرمته إن أعطينا ثمارا فلأننا مرتبطون به. نشكر الله على هذه العظمة، إلى أنه التفت إلى الإنسان وباركه منذ البداية ذكرا وأنثى خلقهما".

وقال: "إنميا واملآ الأرض. أي أن العائلة هي من اختراع الرب، هو الذي أراد للعائلة أن تكون، ليست تنظيما بشريا بل إرادة إلهية منذ الخلق، فكرمها تكريما عظيما عندما تجسد في عائلة من أم وأب اهتما به، اهتماما عظيما. وذكر البابا كيف أن مصر استقبلت يسوع اللاجىء طفلا مع أمه وأبيه عندما ذهب به أبواه إلى مصر هربا من هيرودس الذي كان يريد قتل أطفال بيت لحم. وكذلك فإن بلادنا مقدسة، أيضا، وباركها المسيح عندما زار بذاته صور وصيدا، والرسل مروا ،أيضا، بها ذاهبين إلى أنطاكية وروما. بلادنا مقدسة وكنيستنا تشهد ليسوع المسيح، وأنتم في بيتكم كنيسة مصغرة معبد للحب وللحياة كما قال يوحنا بولس الثاني القديس. هذه هي العائلة التي تمثلونها اليوم في الأبرشية".

وتابع: "أنتم كنز المسيحية، إيمانكم وعطاياكم لأولادكم ، كنز حقيقي تعطونه من قلوبكم ومن محبتكم المشتركة بين الأب والأم. وتعرفون أن الكنز الأول في العائلة بين الرجل والمرأة هو الحب بينهم، قد يفقد الإنسان كل شيء ولكن إن بقي الحب في قلبكم فلن تخسروا شيئا. هذا هو رأس المال الأساسي الذي يبنى عليه كل شيء وهو نعمة من الله تنزل عليكم من السماء وتعملون على تنمية هذا الحب ليكون مصدر عطاء كما حب الله مصدر عطاء للانسانية. وكل ما تتمنونه في عائلاتكم هو أن يكون أولادكم بخير عاملين جاهدين لتأمين مستقبل زاهر لهم من دون أن تنتظروا أي مقابل، فنجاحهم في الحياة واتكالهم على يسوع المسيح هو جائزتكم الكبرى. هو حب بلا حدود ونعمة عظيمة علينا أن نعيشها في كل عائلاتنا المسيحية على الرغم من كل الظروف الصعبة التي تواجهنا".

وقال: "كما زال اليأس عن تلميذي عماوس عندما التقيا المسيح، كذلك نحن عندما نلتقي المسيح الذي تألم وغلب الموت نفهم عندئذ معنى حياتنا وعائلاتنا وحبنا وآلامنا وجهادنا. هو الذي يعطينا المعرفة والمحبة ويحول حزننا إلى فرح، ويأسنا إلى أمل ورجاء وتجاربنا إلى قوة ونعمة. هذا الإنقلاب الذي يحدثه الله فينا هو الذي يثبتنا على الإيمان ويجعلنا نعي تماما أن الله لن يتخلى عنا أبدا".

وختم: "نشكر لجنة العيلة على المجهود التي تقوم به وعلى سهرها على الأزواج الجدد، وقد تم تأسيس جماعات عيلية لتكون خميرة صالحة في حياتهم الزوجية. كما نسعى ليكون هناك إستماع ومتابعة للأزواج الذين يعانون من مشاكل وصعوبات من خلال كهنة ومعالجين نفسيين لاستعادة الحوار في العائلة. أتمنى من صميم القلب أن يعزز هذا اللقاء ثقتنا بالرب فيكبر أولادنا بفرح الرب ورضاكم".

وفي ختام القداس، ألقى الخوري عصام ابراهيم كلمة شكر فيها المطران مطر على رعايته هذا اليوم المبارك وعلى الدعم الذي يقدمه للجنة العيلة في الأبرشية.