لبنان
14 آب 2016, 11:25

مطر ترأّس قدّاس عيد القدّيسة كلارا في اليرزة

أحيت راهبات الكلاريس في لبنان عيد مؤسستهم وشفيعتهم القديسة كلارا الأسيزية، وللمناسبة احتفل رئيس أساقفة بيروت المطران بولس مطر بالذّبيحة الإلهيّة، في كنيسة صاحبة العيد في دير سيدة الوحدة في اليرزة، يحيط به الأبوان فادي صادر وإيمانوييل قزي.

بعد الإنجيل المقدّس، ألقى مطر عظةً، جاء فيها: "في هذا اليوم المبارك نحتفل معاً بعيد القدّيسة كلارا الأسيزية التي عاشت في زمن القدّيس فرنسيس الأسيزي، الذي تخلّى عن كل ما يملك من مال ليتبع المسيح، ويعيش الفقر، ويهتمّ بالفقراء والمساكين. والقدّيسة كلارا تبعت فرنسيس وتخلّت عن غناها وأمجادها لتعبد المسيح عبادة قصوى، وتهتمّ بالفقراء ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً. كم هو جميل هذا المثل الصالح. نعيد للقدّيسة كلارا بعد مرور حوالي 800 سنة على وفاتها، وهي تخلّت عن كل شيء من أجل المسيح. كم هو جميل هذا التّخلي".

أضاف: "في عالم اليوم كما في الماضي، نعتقد نحن أنّنا نريد أن نمتلك الدنيا والمال والسّلطة والجاه ، أي أن يصبح كل منّا إلهاً. والله يقول لنا ، أنا هو إلهك ولن يكون لك إله غيري. ويقول لنا الرّب، أنا أعطيك سعادة وأنا أعطيك الحياة. ربنا يسوع المسيح الإله الخالق تخلّى عن مجده وصار إنساناً، ليضمنا إليه ودفع ثمن تحريرنا من خطيئتنا دمه المقدّس. نحن مزروعون كل واحد منا على كرمة المسيح، غصن مرتبط بكرمة المسيح. نحن ثمر المسيح. ثمر السّلام والمحبّة والخير والتّضامن مع الناس والسّعادة والحب. كل هذه الثمار نحن بحاجة إليها لنعيس عيشة الإنسانيّة. يسوع يريد أن يبني على الأرض ملكوت السّماء، ملكوت المصالحة والخير والمحبّة. من أين سيتحقّق ذلك، إن لم نرتبط بيسوع المسيح، فيعطينا الثّمر من عنده، من غناه حتى نبني عالماً جديداً. إذا ثبتنا بكرمة المسيح كانت لنا الحياة".

وتابع:"القدّيسة كلارا أسّست رهبنة الخادمات الفقيرات ليسوع المسيح. منهنّ يعشن بالصمت ويكرسن أنفسهن للصلاة من أجل وحدة الكنيسة، كما تفعل راهبات هذا الدير المبارك. راهبات تصلّي ليعطنا الرب نعمة الوحدة في الكنيسة ومن أجل مصالحة المسيحيين ليكونوا المثل الصالح للآخرين. طبعاً هناك حروب وقتل وبغض، ولكن خميرة الكنيسة زرعت في هذه الأرض والكنيسة، كنيسة الفقراء والقديسين والقديسات لن تموت. يسوع قال لبطرس، أنت الصخرة وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها. نخطىء ونتوب والكنيسة تبقى مقدّسة برأسها يسوع المسيح . نشكر الله على أنّنا عرفناه على أنّه إله الرّحمة".

وختم مطر: "نصلّي في هذا العيد المبارك لإخوتنا الرّاهبات المكرسات للخدمة وخدمة الوحدة في الكنيسة من أجلهنّ، ومن أن يعطينا الرّب دعوات رهبانيّة جديدة، وراهبات يتخلّينا عن مجد الأرض، فيكُنّ خميرة صالحة في الكنيسة. فليعطنا الله دعوات جديدة صالحة لتتابع رسالتها في هذا العالم من أجل ملكوت الله".