لبنان
07 كانون الثاني 2018, 12:00

مطر بارك المياه في عيد الدّنح: المسيح جاء ليغلب العالم أي ليغلب الشيطان والشر والعداوة والحقد ويغير وجه الإنسان

بارك رئيس أساقفة بيروت المطران بولس مطر المياه منتصف ليل الجمعة - السبت في مناسبة عيد الدّنح الغطاس.

وفي المناسبة، ترأّس المطران مطر في كنيسة مار يوسف - الحكمة في الأشرفية قدّاس نصف الليل، يحيط به كاهن الرعية الخوري دومينيك لبكي والآباء: إيليا مونس، دانيال ماضي وعمانوئيل قزي.

وبعد الإنجيل المقدّس، ألقى المطران مطر عظةً من وحي المناسبة شرح فيها معنى العيد، وقال:"تأتون الكنيسة في نصف الليل لتستقبلوا المسيح الذي اعتمد في الأردن مثل هذا اليوم، وظهر للشعب كلّه، مسيحًا وربًّا آتيًا من أجل خلاص العالم. في أجواء الميلاد عشنا طفولة يسوع، البشارة به لمريم وميلاد يوحنّا المعمدان وميلاد يسوع في الجسد في بيت لحم وهرب به مريم ويوسف إلى مصر وعادوا وسكن الناصرة إلى عمر ثلاثين سنة. أمّا اليوم فيبدأ المسيح حياته العلنيّة ورسالة تبشيره. وقد أراد أن يظهر، لأنّ هذا العيد اسمه عيد الظهور، ظهور الربّ يوم عماده على نهر الأردن. يوحنّا المعمدان، أمره ربّه أن يحضّر طريق الشعب إلى المسيح وطريق المسيح إلى الناس. فدعا المؤمنين في تلك الأيام، إلى التوبة بعماد التوبة، وراح يعمّدهم في النهر ليستعدّوا لإستقبال المسيح، وأراد أن يعتمد هو، أيضًا. أكيد المسيح ليس بحاجة إلى أن يُعمّد، هو القدّوس الطاهر والمُطّهر، كما تقول صلاتنا. النقيّ والمنقيّ. الإله القدّوس، المملوء نعمة من الآب، لماذا ينزل إلى النهر؟ يعترضه يوحنّا، فيقول له يسوع أتركني أعتمد. أمره بأن يعمّده، فأتمر يوحنّا. ذلك أنّ كلّ أفراد الشعب كانوا ينزلون إلى الماء لتطهيرهم من خطاياهم. حملوا خطاياهم إلى الماء، لتُرفع عنهم. أمّا يسوع فنزل إلى النهر، لا ليحمل خطاياه، بل ليحمل خطايانا نحن، وخطايا العالم. الرّب يسوع أراد أن يعتمد وفي وقت عماده سُمع صوت الآب من السماء يقول: هذا هو ابني الحبيب الذي به رضيت. وحلّ الروح عليه بشبه حمامة، أي أنّ الذين كانوا حاضرين رأوا مجد الله يظهر بالآب والإبن والروح القدس. الآب يتكلّم والروح ينزل على المسيح، والإبن حاضر يبدأ حياته وبشارته بين الناس.
تبارك ربّنا وتبارك ربّنا وإلهنا الذي ظهر لنا وللعالم رحمة وسلامًا وغفرانًا وفداءً. تحملنا الماء إلى الكنيسة ليباركها الأسقف والكاهن، ثمّ تباركون بها بيوتكم وعائلاتكم، فهنيئًا لكم هذا الإيمان العظيم. وليزر الربّ كل عائلاتكم في هذا الليل باعتقاد أنّ السماء تنفتح. عند مرور المسيح البركة تحلّ وكلّ شيء يتغيّر وتنزل السماء على الآرض وعند مرور المسيح تُغفر لنا خطايانا ونشعر بالمحبّة تملأ قلوبنا وبتمسكنا بالرّب وإيماننا، فله المجد أبد الدهور. نعيّد لظهور يسوع، فليظهر في قلوبنا وعلى أعمالنا. كلّ يوم يظهر المسيح في كنيسته، في قدّيسيه. مار شربل يُظهر وجه المسيح والقديسة رفقا تُظهر وجه المسيح كذلك القديسة ريتا والأبرار يُظهرون وجه المسيح. كلّ حبّ ينزل إلى الأرض يُظهر وجه المسيح. المسيح ليس غائبًا عن الدنيا. كنيسته تقوم بالواجب، ليظهر المسيح على يدها وفي كلامها وقداسة أبنائها وقديسيها. المسيح يُلهمنا إلى كل عمل صالح ويقّوي فينا الإرادات والهمم لنقوم بواجباتنا كلها خير قيام ونشهد للرّب يسوع ولايماننا به ولعظمته. نشهد للرجاء المحيي في قلوبنا، أنّنا مهما مررنا بالصعاب، فالربّ قال: سيكون لكم في العالم ضيق ولكن تقووا أنا غلبت العالم. نعم المسيح جاء ليغلب العالم، أي ليغلب الشيطان، أركون هذا العالم. ليغلب الشر والعداوة والحقد، ليغير وجه الإنسان ووجه الأرض كلّها. نحن يعطنا لنا من الرّب أن نساعده في ذلك، مهما كانت أعمالنا قليلة، هي من أجل أن نساعد ربنا يسوع المسيح إلى أن يأتي ملكوته."

وختم مطر:"فلنشكر الرّب على هذا العيد العظيم، عيد الغطاس الذي يكمل عيد الميلاد وزمن الظهور يبدأ اليوم. ونسأل الله نعمة وخلاصا لبيوتنا وعائلاتنا وكنيستنا وشعبنا ولبناننا، فيحلّ سلام الرّب النّازل من السّماء في المنطقة بأسرها ويلين كل القلوب، ونحيا خلاصه وفداءه."