لبنان
22 كانون الأول 2017, 14:30

مطران زحلة وبعلبك وتوابعهما للرّوم الأرثوذكس يحتفل بقدّاس الميلاد في الشّيخطابا

ترأّس مطران زحلة وبعلبك وتوابعهما للرّوم الأرثوذكس أنطونيوس الصّوريّ القدّاس الاحتفاليّ بعيد الميلاد في المدرسة الوطنيّة الأرثوذكسيّة في بلدة الشّيخطابا- عكّار، شارك فيه راعي أبرشيّة عكّار وتوابعها للرّوم الأرثوذكس المتروبوليت باسيليوس منصور، وساعدهما في الخدمة لفيف من الكهنة.

 

في عظته، شكر المطران منصور على بركته ورعايته للأبرشيّة، وقال نقلاً عن "الوكالة الوطنيّة للإعلام: "الإنجيل يحدّثنا عن المسيح المعلّم. ويقول تعلّموا منّي، فإنّي وديع ومتواضع القلب. لا شكّ أنّ التّعليم هو رسالة، ونحن لا نقوم بأيّ شيء خارج الإيمان حتّى يكون الله هو الحاضر فينا. التّربية فيها تأديب وتنمية للحسّ الإنسانيّ، فالنّاموس جاء لكي يرتقي البشر وتكون شريعة الله محفورة في القلوب. الإنسان، إلى أيّ دين انتمى، علينا أن نعلّمه أوّلاً كيف يكون إنسانًا. التّربية هي أن نربّي الأجيال ليتشبّهوا بيسوع، بحنانه ومحبّته وعطائه، فبدون أن يضحّي الإنسان من أجل الآخر يفقد معنى جوهره. هذا يقتضي أن يكون المعلّم عارفًا لله وللمسيح كي لا يكتفي بالمعارف الدّنيويّة المهمّة الّتي لا تكفي وحدها، فقد تنحدر إلى سقطات كثيرة كما يحصل اليوم في الغرب مثلاً حيث ضربت القيم وضرب مفهوم العائلة وتشوّه دور الإنسان. هناك أناس يحملون الشّهادات العليا ولا يملكون الحسّ الإنسانيّ، عند ذلك ما نفع العلم؟

الله كما نؤمن به هو ثالوث، هو شركة، لا أحد يلغي أحدًا ولا أحد يأخذ مكان أحد، والإنسان مطلوب منه أن يدخل في هذا السّرّ. فالإنسان مخلوق على صورة الله ومثاله وبمعرفة الإنسان كيف يفرغ ذاته من أنانيّته يمكنه أن يدخل في هذه الشّركة. ومن أعطاه الرّبّ أكثر عليه أن يعطي أكثر لكي لا يخسر النّعمة ويصبح ممتلئًا من ذاته. التّربية الصّالحة تدفع الإنسان إلى الحياة الأبديّة وإذا كان المعلّم غير مالك لهذه الرّؤية فسيكون عاجزًا عن إيصالها. النّجاح سيف ذو حدين أمّا أن يكون لنفسه أو للآخر وهذه هي الرّسالة السّرّيّة أن نطلب من الله أن يعطينا القدرة لنعطي. علينا أن نتقبّل عطايا الله وننمّيها ونستثمرها ونردّها مع الشّكر إلى الله. الرّسالة التّعليميّة هي شهادة مسيحيّة، فأنتم أيضًا شهود مبشّرون، والمعلّم إن لم يحبّب التّلاميذ لا يمكنهم أن يرتقوا معه صوب السّماء. هذه هي مسؤوليّتكم ودوركم المميّز، وهكذا تبقى هذه المؤسّسة بكم عظيمة. إبقوا شهداء أمناء للحياة الّتي تتجدّد بيسوع".
بدوره، رحّب في كلمته بالمطران منصور "بملاك أبرشيّة زحلة المتروبوليت أنطونيوس"، مشدّدًا على دور التّربية معتبرًا أنّها "وحي تبشيريّ إذ "بالكلمة صار كلّ شيء وبغيره لم يكن شيء ممّا كان.
أمّا الختام فكان بمأدبة محبّة أقيمت في حرم المدرسة.