مطرانيّة سيّدة النّجاة استضافت لقاء معايدة فصحيّة بحضور مطارنة زحلة والبقاع
البداية كانت بترانيم فصحيّة أدّتها جوقة المطرانيّة، تبعتها قراءات فصحيّة للأساقفة.
إفتتح الكلام المطران ابراهيم وتوجّه بمعايدة للجميع وقال :
"المسيح قام... حقًّا قام ونحن شهود على ذلك.
أهلاً وسهلاً بأصحاب السّيادة وبالإخوة الكهنة والأخوات الرّاهبات والإخوة الرّهبان، الجوقة وكلّ من حضر هذا اللّقاء. طيلة فترة أسقفيّتي في بلاد الاغتراب لم أشهد مثل هذا اللّقاء، هذه العادات الجميلة. إنّه لأمر جميل جدًّا أن نجتمع سويًّا للمعايدة ونرتّل سويًّا بالرّغم من الانشغالات الكثيرة، هذه القاعة تضجّ اليوم بالرّسل الجدد المعاصرين، أصحاب الأناجيل الجديدة الّتي يحملونها في خدمتهم وفي قلوبهم ويبشّرون بها. الكنيسة لم تمت والرّوح لا يموت فيها، وهذا لا يعني أن نبقى نحمل فقط هذا الإرث العظيم الّذي أعطي لنا في الماضي، لكن نبني في الحاضر الإرث الّذي يخصّنا ونسلّم للمستقبل هذا الإرث الّذي نبنيه. لا يجوز أن نفكّر أنّ كلّ شيء معطى لنا معلّب من الماضي مهما كان هذا الماضي غنيّ، الكنيسة كنز التّاريخ وضمير التّاريخ وتتابع هذا الدّور في كلّ واحد منّا، ليس فقط ضمن إطار العمل في الرّعيّة والكنيسة لكن أيضًا في كلّ مكان نتواجد فيه. ليس هناك حدود لأرض التّبشير المفتوحة أمامنا. الرّسل في ذلك الوقت كانوا يؤسّسون ونحن بعد ألفي سنة ما زلنا في طور التّأسيس لأنّ الكنيسة في حركة دائمة بين الماضي والحاضر والمستقبل كما ذكرت وهي تعوّل علينا كي نكمل هذه المسيرة. ولا يجوز أن نسمح لتقاليد معيّنة أن تسيطر علينا ونتحوّل أحيانًا في مواسم الفرح وكأنّنا في مواسم حزن. على الكنيسة أن تحيي نفسها وتعيش اللّحظات المعطاة لها خلال السّنة اللّيتورجيّة. علينا أن نتعلّم من بعضنا أن نعلي صوتنا ونقول ما نريد بدون خجل. أنا في بعض الأوقات أتعجّب كيف يسوع خطب في جمع ضمّ خمسة آلاف، في ذلك الوقت لم يكن هناك أدوات صوت ولا ميكروفون ولا وسائل إعلام، معنى ذلك أنّه كان يصرخ ليسمعه الجمع. دعوا الطّاقة الموجودة فيكم تتجدّد دائمًا ولا تخافوا أن تعبّروا. المسيح قام ."
ثمّ ألقى المطران معوّض كلمة جاء فيها: "شكرًا سيّدنا ابراهيم على استضافتك اليوم وإن شاء الله هذه المسيرة التّاريخيّة تستمرّ معكم وإن شاء الله تبقى سيّدة النّجاة هي الجامعة.
نحن اجتمعنا اليوم لنعلن أنّ المسيح قام من بين الأموات. هذا هو إيماننا وهذا ما نشهد له، وفي الوقت الّذي نؤدّي فيه هذه الشّهادة من خلال لقاءاتنا ومن خلال اللّيتورجيّة ومن خلال حياتنا بلدنا لا يزال يمسي في الجلجلة ولكن هذه المناسبة اليوم هي الّتي تعطينا الرّجاء في قلب الآلام الّتي نعيشها، خاصّة أنّنا نؤمن أنّ يسوع المسيح الّذي قام من بين الأموات لا يزال معنا وباقٍ معنا وموجود معنا اليوم في وسط الآلام والصّعوبات الاقتصاديّة والمعيشيّة الّتي نعيشها وهذا ما يقوّينا لكي نصبر عليها ونحوّل هذه الآلام إلى آلام مخاض، كما أنّنا نؤمن أنّ يسوع المسيح القائم من بين الأموات هو الّذي يسير معنا في آلامنا هو القادر كما اجتاز الصّليب إلى القيامة أن يجعلنا نجتاز صلباننا إلى قيامة جديدة. هذه القيامة الّتي نتمنّاها لوطننا هي قيامة نحن مدعوّون أن نعيشها على الصّعيد الرّوحيّ ونعيشها عندما نعبر من الإنسان القديم إلى الإنسان الجديد ونتحوّل على صورة السّيّد المسيح، أيّ المسيح المنتصر في قلبي على الأنانيّة، ينتصر في قلبي على الانكماش، ينتصر في قلبي على التّقاليد البالية الّتي تحدّث عنها سيّدنا ابراهيم، وعندما انتصر بالمسيح المنتصر أصبح إنسانًا جديدًا، وهذا الإنسان الجديد هو ليس فقط خيرًا لنفسه بل هو خير للجماعة هو الّذي يبني الشّراكة كما نفعل نحن في زحلة، هذه الشّهادة الجميلة الّتي نؤدّيها عندما نتلاقى سويًّا كأساقفة وكهنة وراهبات ومؤمنين، هذا الإنسان الجديد يبني الشّراكة من خلال اعترافه بقداسة بعضنا البعض، نحن نعترف أنّ الحياة نعمة في كلّ كنيسة هكذا يقول المجمع الفاتيكانيّ الثّاني، نعترف بالكنوز الكبيرة الموجودة في التّقاليد اللّيتورجيّة في كلّ الكنائس .
هذا هو الإنسان الجديد الّذي يبني الشّراكة ويعترف أنّ كلّ إنسان له دور وكلّ كنيسة لها دور وكلّ كنيسة تساهم ببناء الشّركة بيننا جميعًا.
بهذه الرّوحانيّة الّتي نستمدّها من عيد القيامة المجيدة الّتي تجعلنا أشخاصًا جددًا بالمسيح المنتصر، مجدّدًا مع أصحاب السّيادة أتمنّى لكم جميعًا عيدًا مباركًا. المسيح قام".
أمّا المتروبوليت الصّوري فقال:" نشكر الرّبّ الّذي جمعنا اليوم في هذا المكان المبارك لكي نحتفل سويًّا ونؤكّد سويًّا على الإيمان الجوهريّ في حياتنا المسيحيّة الّذي هو أنّ المسيح قام. في الحقيقة أنّه كلّما نرسم إشارة الصّليب على وجوهنا كلّما نعترف أنّ مريم هي الثّيوتوكس والدة الإله، وكلّما نقرّ أنّ أمّ الله المتجسّد هو الّذي صلب ومات وقام وصعد إلى السّماوات لأجلنا وأرسل الرّوح القدس، هذه كلّها مناسبات فرح الّتي تحدّث عنها سيّدنا ابراهيم ومناسبات شركة لأنّ هذا الإيمان هو إيمان مشترك، ونحن عندما ندعو ونصلّي نوجّه صلاتنا إلى الرّبّ يسوع، وهذا أمر عميق جدًّا وجميل في داخلنا إذا كنّا نفكّر أنّ كلّ من يدعو بإسم الرّبّ يسوع بهذا الإيمان الثّابت أنّه هو المخلّص والرّبّ والملك، هذا الإنسان يكون في مسيرة التّجدّد الّذي هو مسيرة التّوبة، وكلّنا في مكان معين علينا أن نفكّر كيف نعيش هذه التّوبة لكي تصبح كلّ كنيسة من كنائسنا مكان تجلّي لنور القيامة، وحتّى هذا النّور يشعّ في كلّ العالم لفرح وخلاص العالم.
وفي هذا الزّمن الرّديء الّذي نعيش فيه ليس لنا رجاء إلّا بالرّبّ القائم من بين الأموات، وكما يقول الكتاب "الإتّكال على الله خير من الاتّكال على الرّؤساء". نحن في هذا البلد الكلّ كما يقول بولس الرّسول "أخطأوا وأعوزهم مجد الله" نحن كلّنا أيضًا خطأة ولكن هذا البلد لن يقوم إلّا إذا نحن كمؤمنين قمنا مع المسيح، وإلّا إذا نحن كإكليروس كنّا نشهد شهادة نقيّة، شهادة حقّ لحقّ المسيح ومحبّته لأجل إنصاف المسكين والبائس والمظلوم الّذين أصبحوا كثرًا في هذا الزّمن.
جاء في العهد القديم "من أنين البائسين ومن صرخة المسكين الآن أقوم يقول الرّبّ، اصنع الخلاص واستعدل به". نحن كمؤمنين وإكليروس وكنائس في هذا الزّمن علينا شهادة ودور كبير أن نبثّ روح الرّجاء في هذا العالم، في شعبنا، في أهل المدن والقرى الّتي نعيش فيها، روح الرّجاء أنّنا بالمسيح نغلب وبالمسيح سيقوم هذا البلد وبالمسيح سيتغيّر وجه الكون، ولكن علينا نحن أن نتغيّر أوّلاً، إذا لم أصبح إنسانًا جديدًا بالمسيح الّذي مات وقام من أجلي عبثًا أطلب التّغيير في أيّ مكان. نسأل الرّبّ أن يعطينا بصلوات السّادة الأساقفة والآباء وكلّ الشّعب المؤمن أن نتغيّر نحن أوّلاً حتّى نصير على صورة المسيح الغالب الموت، نغلب الموت والخطيئة في حياتنا، نغلب الأنانيّة والكبرياء والمصلحة وحبّ السّلطة ونمتدّ نحو بعضنا البعض، نحو الإنسان الآخر بهذه المحبّة الّتي تغدو فرحًا وحياة جديدة بالرّوح القدس، نسأل الرّبّ أن يعطينا أنّه عندما نقول المسيح قام نكون فعلاً قد قمنا معه حتّى يصير العالم مكانًا أفضل. المسيح قام".
وختام الكلمات كان مع المطران بولس سفر الّذي قال: "هذا أول عيد للمطران ابراهيم معنا، نتمنّى أن تكون كلّ أيّامك قيامة وفرحًا. نحن مسرورون أن نجتمع اليوم بعد غياب سنتين بسبب جائحة كورونا، نشكر الله أنّنا اجتمعنا السّنة بخير وسلام ونعيّد هذا العيد. هناك أشياء تتمتّع بها مدينة زحلة أنّنا نظلّ نسمع أجراس الكنائس ونسمع تراتيل ونسمع أصوات التّسبيح والتّمجيد والقداديس تملأ الجوّ سلامًا وتقدّس أجواء المدينة، وتشعر النّاس أنّها تعيش في مدينة مسيحيّة فيها روح وحياة وقيامة وفرح، وهؤلاء المؤمنين جميعًا يتشاركون هذه المناسبات الجميلة.
أتمنّى للجميع أيّامًا سلاميّة، أتمنّى لهذه المدينة الفرح والسّلام، وأتمنّى لكلّ الحاضرين من كهنة ورهبان وراهبات وكلّ المؤمنين والرّعايا الّتي تخدمونها أن تعيش فرح القيامة، وأنا أثني على كلام سيّدنا أنطونيوس عندما تحدّث عن موضوع الشّهادة المطلوبة منّا. دائمًا الكنيسة والرّسل والآباء كان لديهم دورًا مهمًّا أنّه في الأيّام الصّعبة الكنيسة كانت تشهد لإيمانها وتشهد لمسيحها وتشهد لقيامته، والكنيسة اليوم الّتي هي جماعة المؤمنين والإكليروس في وسطها، لدينا مهمّة في هذا الزّمن الصّعب حيث النّاس تعيش البؤس نتيجة الفقر والحاجة والضّيقة الاقتصاديّة والمعيشيّة والظّروف السّياسيّة ومهاترات السّياسيّين وشدّ الحبال، يستعملون النّاس للتّحريض على بعضهم، نحن لدينا دور وشهادة في هذا الموضوع أن نمنح السّلام للعالم ونحكي لهم عن يسوع ونبثّ روح السّلام وروح المحبّة بينهم لكي تهدأ هذه الموجة ويكون ربّنا الّذي هدّأ الموج والعاصفة، يستعلمنا كأدوات حيّة بين يديه لنهدّئ نفوس النّاس ونشجّعها لتتجاوز هذه الأزمة. كلّنا لدينا هذا الدّور وبالأخصّ نحن كرجال دين أن نبثّ روح الرّجاء عند النّاس لنتمكّن من اجتياز هذه الأيّام الصّعبة الّتي نمرّ بها بكلّ الطّرق المادّيّة والرّوحيّة والاجتماعيّة.
المسيح قام."
وفي ختام اللّقاء، أقيم كوكتيل للمناسبة.