لبنان
02 حزيران 2023, 07:50

مطرانيّة جبيل والبترون وما يليهما للرّوم الأرثوذكس عن ملفّ ميشيل الحجل: لمرافقة الأحداث وإحالة الملفّ بعد التّيقّن على "لجنة القداسة والقدّيسين"

تيلي لوميار/ نورسات
أصدرت مطرانيّة جبيل والبترون وما يليهما للرّوم الأرثوذكس (جبل لبنان) بيانًا يتعلّق بالأحداث المرتبطة بابنتها الرّوحيّة ميشيل الحجل وجاء فيه:

"في ضوء ما بات متداولًا عبر مواقع التّواصل الاجتماعيّ عن أحداث مرتبطة بالابنة الرّوحيّة ميشيل الحجل، يهمّ مطرانيّة جبيل والبترون وما يليهما للرّوم الأرثوذكس (جبل لبنان) أن تفيد ما يلي:

ميشيل مخايل الحجل هي ابنة روحيّة ضمن رعيّة كنيسة سيّدة البشارة في جلّ الدّيب التّابعة لأبرشيّة جبل لبنان. رقدت الابنة ميشيل بالرّبّ في عمر الصّبا بعد صراعٍ ملؤه الإيمان مع مرض السّرطان في حزيران من العام 2019.

بمراجعة مرحلة مرض الابنة الرّوحيّة ميشيل، يستوقف الرّاعي المتابِع التفاف النّاس بمحبّتهم حولها ومرافقتهم لها بأدعيتهم ومساندتهم المعنويّة قبل المادّيّة إلى اليوم الّذي رقدت فيه، فاجتمع الكلّ حولها في حضن الكنيسة الّتي شملتها بيقين طلب الرّحمة الإلهيّة والحياة الأبديّة، وهو ما يرتجيه كلّ إنسانٍ محبٍّ للرّبّ ومتّكل عليه كما عبّرت ميشيل من خلال تسليم ذاتها لمشيئة الرّبّ في وسط محنة المرض الّتي عبرت فيها قبل الرّقاد.

اليوم تعود محبّة النّاس لتجتمع حول الأحداث الّتي محورُها ابنتُنا الرّوحيّة ميشيل وأبرزها عدم تحلّل جسدها بعد ما يقارب أربع سنوات على رقادها. إنّ محبّة العائلة للرّبّ وللكنيسة قادتها بحكمةٍ لوضع تلك الأحداث في حضن الكنيسة الّتي تعود وتشمل ميشيل ومعها عائلتها وكلّ محبٍّ للرّبّ بيقين طلب القداسة الّتي ترجوها الكنيسة لجميع أبنائها وبناتها، هي الّتي ترفعهم في كلّ قدّاس إلهيّ أمام الرّبّ "جميعَهم وجميعَهنّ"، وعند دعوتهم لمساهمة الأسرار المقدّسة تناديهم عبر الإعلان التّالي: "القدسات للقدّيسين"؛ حيث يكون جواب الجماعة المؤمنة: "قدّوس واحد وربّ واحد يسوع المسيح لمجد الله الآب. آمين".

على خلفيّة هذا المشهد الكنسيّ البهيّ، اجتمع راعي الأبرشيّة سيادة المتروبوليت سلوان موسي مع عائلة الابنة الرّوحيّة ميشيل الحجل بحضور الكهنة المعنيّين، واطّلع سيادته على معطيات الملفّ الّذي بدأت عائلة ميشيل تكوينه والمفترض أن يتضمّن بعد استكماله مستندات توثّق وقائع تستأهل التّوقّف عندها لاتّخاذ الموقف الكنسيّ اللّائق.

بعد استلام الملفّ أصولًا، سوف تبادر المطرانيّة إلى اتّخاذ الإجراءات الواجبة واللّائقة استلهامًا لمشيئة الرّبّ والعمل بهُداها حسب التّقليد الأرثوذكسيّ والأنظمة المرعيّة الإجراء في كنيستنا الأنطاكيّة المقدّسة.

في هذه المرحلة الأولى، لعلّ الدّور الأبرز الّذي للمطرانيّة هو "المرافقة":

- مرافقة الحدث أو الأحداث عبر توثيقها، تقييمها علميًّا وإعطاء القراءة الرّوحيّة الأرثوذكسيّة السّليمة لها؛

- ومرافقة المؤمنين في تفاعلهم مع الأحداث ومدّهم بالتّوجيه الرّعائيّ وفق ما تسلّمناه من الآباء القدّيسين.

وممّا لا شكّ فيه أنّ هذه المرافقة سوف تأخذ مداها في الزّمن بالقدر اللّازم. فهذه الأحداث هي بحدّ ذاتها ممتدّة في الزّمن وهي تندرج في حياة الكنيسة ضمن بُعد الانتظار المقرون بالرّجاء لحياة الجماعة الكنسيّة على الرّبّ وعلى تجلّي عمل روحه القدّوس في وسطها كجماعةٍ ملتمسةٍ لوجهه ووادّةٍ رضاه على الدّوام.

ثمّ إنّ هذه المرحلة ليست إلّا تمهيديّة تسبق إحالة الملفّ، بعد التّيقّن، على "لجنة القداسة والقدّيسين"، وهي اللّجنة المجمعيّة المولجة النّظر في الملفّات الّتي تحت هذا العنوان ودرسها من أجل رفعها عندما يحين الوقت إلى المجمع الأنطاكيّ المقدّس الّذي ينحصر به وحده حقّ الإعلان في هذا المجال.

في ضوء ما تقدّم، ترجو المطرانيّة، من باب متابعة الملفّ بلياقة وترتيب، اعتمادها المرجع الرّسميّ لأيّ معلومات بشأن الملفّ بعد أن بات الأمر تحت عنايتها، محتفظةً لنفسها بأمر الإفصاح عمّا ترى واجبًا إفصاحَه من خلال بيانات تصدر عنها في الوقت المناسب.

في الختام، نشير إلى أنّ ما تعلّمناه من كنيستنا الأرثوذكسيّة الأنطاكيّة في مثل هذه الظّروف هو أن نعبُر من الشّخص أو من الحدث إلى الرّبّ راجعين أمامه إلى ذواتنا بالسّؤال: أَعلامة رضى ما نختبره يا ربّ أم مدعاة توبة أم هو الأمران معًا؟ يأتي هذا السّؤال في وقتٍ تطالع الرّعاةَ، في مرافقتهم لأبناءٍ مؤمنين وبناتٍ مؤمنات في مثل الظّرف الّذي عبرت فيه ميشيل أو في غير ظرف، شهاداتٌ حيّة طيّبة تؤكّد أنّ الرّبّ يدعونا كشعبٍ مؤمن، لاسيّما شبابنا وصبايانا، أن نؤدّي معًا شهادةً صادقة وغير معابة له في حياتنا غالبين الخطيئة ومنتصرين على الموت.

ألا قدّرنا الله على ذلك وقدّسنا في سعينا لتحقيقه!".