لبنان
09 آذار 2022, 12:43

مطارنة الرّوم الملكيّين الكاثوليك: المطلوب اليوم صحوة ضمير تحدّ من مفاعيل الانفجار الاجتماعيّ

تيلي لوميار/ نورسات
ترأّس بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للرّوم الملكيّين الكاثوليك يوسف العبسيّ اجتماع أساقفة لبنان والرّؤساء العامّين والرّئيسات العامّات، في المقرّ البطريركيّ في الرّبوة، تمّ خلاله البحث في الشّأن الكنسيّ والوطنيّ العامّ.

وفي ختام الاجتماع صدر بيان تلاه أمين سرّ المجلس المطران إدوارد ضاهر وجاء فيه:

"1- نتمنّى لأبناء الكنيسة خصوصًا واللّبنانيّين عمومًا صومًا مباركًا. ونأمل منهم أن يجعلوه شهر تأمّل ومراجعة للذّات واستخلاص العبر الخلاصيّة والتّمسّك بالرّجاء. ونخشى أن يكون الشّعب اللّبنانيّ برمّته في صيام قسريّ فرض عليهم من خلال عدم التّوقّف عند معاناة الشّعب أو عند حاجاتهم اليوميّة والحياتيّة، في ظلّ استمرار حجز أموال المودعين من جهة، وفلتان في الأسعار واستفحال موجة الاحتكار حتّى بات الأمن الغذائيّ مهدّدًا. وكلّ ذلك في ظلّ الأزمة الأوكرانيّة المشتعلة مع ما يرافقها من غليان إقليميّ ودوليّ ومفاوضات من هنا وتسويات مرتقبة من هناك، ولبنان ينتظر أن يتلقّى تداعياتها وقادته المفترضون يتلهّون بالمناكفات لا همّ لهم سوى المحافظة على مكاسبهم ومصالحهم بمعزل عن أيّ تفكير وطنيّ أو سعي جدّيّ لإخراج الوضع المأزوم من مراوحته.  

2- توقّف الآباء عند الاستمرار بمحاولة تغييب الطّائفة، الّتي هي واحدة من الطّوائف السّتّ المؤسّسة للكيان عن المراكز المخصّصة لأبنائها، وذلك مستمرّ منذ زمن ولا يمكن السّكوت عنه، ونذكر هنا على سبيل المثال وليس الحصر مديريّة الطّرق والمباني في وزارة الأشغال العامّة وهو مركز مخصّص للرّوم الملكيّين الكاثوليك وهو شاغر منذ أكثر من عشر سنوات، ورئيس مجلس إدارة تلفزيون لبنان وهو مركز شاغر منذ سنوات طويلة.

في هذا السّياق يناشد الآباء فخامة رئيس الجمهوريّة ورئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجيّة والمغتربين إبقاء النّظر واحترام الأعراف في التّشكيلات الدّبلوماسيّة الّتي يحكى عنها، لاسيّما في مواقع السّفارات في أوروبا وأميركا الشّماليّة، ومراعاة طائفة الرّوم الكاثوليك الّتي تذخر بالطّاقات على جميع الأصعدة، وعدم إبعادها عن السّفارات الأساسيّة في عواصم القرار.  

3- توقّف المجتمعون عند اللّغط السّائد حول الانتخابات النّيابيّة، وندعو في هذا السّياق إلى عدم التّشويش عليها، علّها تحمل فسحة أمل لهذا الشّعب المقهور، فالمطلوب اليوم صحوة ضمير تحدّ من مفاعيل الانفجار الاجتماعيّ.

4- في الوضعين الاقتصاديّ والمعيشيّ فقد تخطّت الأزمة كلّ منطق، وباتت تشكّل خطرًا على الأمن الغذائيّ، فالاحتكار المدعوم من الفاسدين والمحميّ من البعض بات يتحكّم بلقمة عيش المواطن وبدوائه، وندعو في هذا السّياق إلى الضّرب بيد من حديد وقبل فوات الأوان علّ بذلك يصحو الضّمير والحسّ الإنسانيّ والوطنيّ.

5- لا بدّ من رفع الصّوت مرارًا وتكرارًا للإفراج عن أموال المودعين خصوصًا في هذا الظّرف العصيب حيث تخطّت البطالة النّسب المسموح بها. ونحثّ في هذا السّياق الجهات المعنيّة أكانت مصرفيّة أم ماليّة على رفع الغبن اللّاحق بالطّبقات الوسطى الّتي تحوّلت إلى طبقات فقيرة بفعل حجز أموالها ومنعها من استثمار جنى أعمارها، ونحن نشهد يوميًّا على حاجات صحّيّة وتربويّة وغيرها لا يمكن تأمينها.

6- توقّف الآباء عند تداعيات الحرب في أوكرانيا على الأبرياء ولاسيّما اللّبنانيّين المقيمين في مناطق النّزاع بخاصّة الطّلّاب منهم، مثمّنين كلّ الجهود المبذولة من الحكومة ومن القطاع الخاصّ لإجلائهم ومساعدتهم.

7- توجّه المجتمعون بالتّهنئة إلى المرأة في يومها العالميّ وكذلك إلى جميع المعلّمات والمعلّمين وجميع العاملين في القطاع التّربويّ، وعبّروا عن الشّكر لهم على متابعة رسالتهم في هذه الأيّام الصّعبة".