لبنان
27 أيلول 2023, 11:50

مطارنة الرّوم الكاثوليك يحذّرون من نتائج الخطاب الطّائفيّ والتّحريضيّ الّذي تشهده البلاد

تيلي لوميار/ نورسات
ترأّس بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للرّوم الملكيّين الكاثوليك يوسف العبسيّ الاجتماع الشّهريّ لمطارنة لبنان والرّؤساء العامّين والرّئيسات العامّات في المقرّ البطريركيّ في الرّبوة. وعرض المجتمعون شؤونًا كنسيّة ووطنيّة واقتصاديّة واجتماعيّة وأمورًا طارئة تتعلّق بالأوضاع الاجتماعيّة لأبناء الطّائفة.

وفي الختام أصدر المجتمعون بيانًا تلاه أمين سرّ مجلس المطارنة المطران إدوار ضاهر وجاء فيه :

1- أسف المجتمعون لاستمرار المناكفات السّياسيّة غير المسبوقة والتّحدّيات المتبادلة الّتي تهدّد الوطن بوجوده وتحرم البلاد من انتخاب رئيس للجمهوريّة يستكمل عقد المؤسّسات الدّستوريّة يعيد الانتظام السّياسيّ إلى مساره الطّبيعيّ ويريح المواطن من الضّغوط اليوميّة والانتظار أمام السّفارات للحصول على تأشيرة هجرة قد لا يكون هناك من عودة بعدها. فالهجرة اليوم لم تعد فقط بحثًا عن فرصة أفضل أو تحسين وضعه المعيشيّ، بل تهجيرًا قسريًّا هربًا من واقع مرير.

2- إنّ الخطاب الطّائفيّ والتّحريضيّ الّذي نشهده منذ فترة ويؤدّي إلى انقسام عموديّ حادّ لا يبشّر بحلّ قريب. وهذا ما يدعونا للتّحذير من نتائجه السّلبيّة. ندعو الجميع  التّخلّي عن الأنانيّات والمصالح الشّخصيّة، والعمل لمصلحة الوطن والمواطن بعيدًا عن الولاءات الخارجيّة والوصايات المشبوهة.

3- توقّف المجتمعون عند موجة النّزوح السّوريّ الأخيرة الّتي تهدّد العلاقات الأخويّة بين الشّعبين، فنسبة البطالة بين الشّباب اللّبنانيّ والقوى العاملة  تخطّت الأربعين بالمئة بحسب بعض الإحصاءات وهذا ما يزيد من الضّغط الاجتماعيّ والاقتصاديّ ويحرم اللّبنانيّ والنّازح السّوريّ على حدّ سواء من العيش الكريم، ولهذا ندعو المعنيّين لوضع حدّ لهذه الموجة خصوصًا أنّ غالبيّة النّازحين الجدد هم من الشّباب الأفراد وليسوا عائلات ويلفت الآباء إلى أنّ الخطر محدق بالكيان اللّبنانيّ، وكأنّ بعض النّافذين اللّبنانيّين مشاركون في التّحوّل الدّيموغرافيّ هذا، وكذلك بعض المؤسّسات الدّوليّة على اختلاف أنواعها.

4- أمل مجلس الأساقفة ألّا تتكرّر أحداث مخيّم عين الحلوة، والّتي تسبّبت بأضرار فادحة على أهالي الجوار وحرمتهم من الاستقرار كما تسبّبت بعدد من الإصابات بين صفوف الجيش اللّبنانيّ الّذي نرى فيه الضّمانة الوحيدة المتبقّية للبنان، والقادر على حفظ أمن البلاد والعباد .

5- إنّ الوضع الاقتصاديّ المتردّي يدعو إلى القلق الشّديد خصوصًا أنّ ما تبقّى من دولة يعمد إلى تمويل الخزينة من جيب المواطن في ظلّ فاتورة يوميّة تتخطّى قدرة أيّ مواطن على تسديدها.

6- أعرب الآباء عن خشيتهم على العام الدّراسيّ في ظلّ استمرار الغموض حول مصير الطّلّاب في المدارس الرّسميّة والخاصّة وطلبوا من الحكومة تأمين متطلّبات نجاح العام الدّراسيّ محذّرين من محاولات دمج طلّاب النّازحين السّوريّين في المدارس اللّبنانيّة.

7- توقّف الآباء على ما تمّ إعداده لإحياء الذّكرى المئويّة لكنيسة الرّوم الملكيّين الكاثوليك، واطّلعوا على نشاط الأبرشيّات داخل لبنان وخارجه، ودعوا المؤمنين إلى المشاركة الكثيفة والفعّالة في مختلف المحطّات المقرّرة، تعزيزًا لمفهوم السّينودسيّة الّتي تعيشها الكنيسة الكاثوليكيّة هذا العام من جهة، ومن جهة أخرى للتّعرّف على كنيستنا والتّفاعل مع أحداثها التّاريخيّة وبناء رؤية مستقبليّة لها."