مطارنة الرّوم الكاثوليك: لعدم انتظار التّسويات الإقليميّة والدّوليّة بل النّظر بعين مجرّدة إلى مصلحة الوطن والمواطن
"- إفتتح الآباء الاجتماع بالصّلاة من أجل راحة نفس البابا الرّاحل بنديكتوس السّادس عشر. ثمّ وجّهوا المعايدة بمناسبة الأعياد المجيدة متمنّين سنة مباركة تحمل للّبنانيّين السّلام والطّمأنينة والاستقرار.
- توقّف المجتمعون عند الأزمة السّياسيّة الضّاغطة الّتي تعصف بالبلاد وتهدّد بانهيارها بشكل كامل بعد أن تداعت القطاعات الأساسيّة الواحد تلو الآخر، المصرفيّة والتّربويّة الصّحّيّة وسائر القطاعات الحيويّة الأخرى، ويحذّرون من استمرار الفراغ وتداعياته على الأوضاع الاجتماعيّة والمعيشيّة والأمنيّة. ويدعون النّوّاب إلى انتخاب رئيس جديد للجمهوريّة وتشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ممّا تبقّى من هذا الوطن المعذّب .
- إنّ الوضع المأساويّ الّذي نمرّ به يستدعي من الجميع تحكيم الضّمير والعمل الحثيث على تمييز الأزمات الدّاخليّة عن تلك الخارجيّة، وعدم انتظار التّسويات والتّفاهمات الإقليميّة والدّوليّة، بل النّظر بعين مجرّدة إلى مصلحة الوطن والمواطن.
- توقّف المجتمعون مطوّلاً أمام الإجحاف الكبير اللّاحق بأبناء الطّائفة وأمام عدم مساواتهم بشركائهم في الوطن. على سبيل المثال وليس الحصر فإنّ منصب مدير تلفزيون لبنان المخصّص عرفا لأحد أبناء الطّائفة ما زال فارغًا منذ العام 2017. ومع ذلك فقد تمّ تكليف من هو من غير أبناء الطّائفة لإدارة هذا المرفق بالرّغم من وجود كفاءات عالية ومشهود لها من بينهم. ونذكر بأنّ هناك مناصب لشركاء بالوطن لم تشهد أيّ فراغ بالرّغم من تشابه الظّروف. وفي هذا السّياق ندعو وزير الإعلام وبعد أن استعاد سلطة الوصاية على تلفزيون لبنان أن يسارع إلى تعيين مدير كاثوليكيّ لتلفزيون لبنان ومن دون أيّ تأخير .
- أعرب الآباء عن خشيتهم من التّهديدات الّتي عادت تطلّ برأسها منذرة بتدمير العام الدّراسيّ وتوقّفه في أيّ لحظة بفعل التّغاضي عن إنصاف أصحاب الحقّ. فالأهل يعانون من الأزمة الاقتصاديّة والماليّة عينها كما تعاني الهيئات التّعليميّة والإداريّة فيجب حلّ هذه المعضلة .
- إنّ إذلال المواطن على أبواب المستشفيات ووقوفه في طوابير انتظار الدّواء دليل خطير على تردّي القطاع الصّحّيّ في لبنان وما تكاثر الأمراض إلّا نتيجة حتميّة لانهيار هذا القطاع الإنسانيّ .
- إنّ الاستمرار بحجز أموال المودعين يشكّل عبئا على الدّورة الاقتصاديّة في البلاد، وإنّنا نرى الحلّ في إعادة هيكلة القطاع والحفاظ على أموال المودعين والإفراج عنها تدريجيًّا وليس بالهروب إلى الأمام وتصعيد المواقف. وحمّل المجتمعون المسؤولين السّياسيّين تبعات الانهيار الاقتصاديّ النّاشئ عن خلافاتهم السّياسيّة والحزبيّة الّتي لم تعد تعني المواطن بشيء.
- إنّ موقف كنيستنا هو دعم الدّولة لإقرار قانون عامّ ينظّم الأحوال الشّخصيّة لجميع اللّبنانيّين وليس لفئة دون أخرى.
- تدارس الآباء النّشاط السّينودسيّ القارّيّ الّذي دعا إليه قداسة البابا فرنسيس، ووضعوا خطوطًا عريضة للمرحلة المقبلة التّالية بعد أن ينتهي العمل ضمن الكنائس ذات الحقّ الخاصّ."