لبنان
12 كانون الثاني 2022, 12:01

مطارنة الرّوم الكاثوليك: لبنان الغائب عن المفاوضات والتّسويات الكبرى يحتاج إلى رجال دولة

تيلي لوميار/ نورسات
ترأّس بطريرك الرّوم الملكيّين الكاثوليك يوسف العبسيّ اجتماع أساقفة لبنان والرّؤساء العامّين والرّئيسات العامّات في الرّبوة. وتمّ البحث في الشّأنين الكنسيّ والوطنيّ. وفي ختام الاجتماع صدر بيان تلاه أمين سرّ المجلس المطران إدوارد ضاهر وجاء فيه:

1- جدّد الآباء تهنئتهم بالأعياد المجيدة وعبّروا عن خشيتهم كون السّنة الجديدة قد بدأت من حيث انتهت السّنة الماضية: مشاكل سياسيّة واقتصاديّة واجتماعيّة في ظلّ غليان إقليميّ ودوليّ ومفاوضات من هنا وتسويات من هناك، ولبنان غائب عنها ينتظر أن يتلقّى تداعياتِها، سلبيّة كانت أم إيجابيّة، فيما قادتُه المفترضون يتلهّون بالمناكفات والتّعطيل لا همَّ لهم سوى المحافظة على مكاسبهم ومصالحهم بمعزل عن أيّ تفكير وطنيّ أو سعي جدّيّ لإخراج الوضع المأزوم من مراوحته.

2- إنّ الشّعب اللّبنانيّ ليس بحاجة إلى مساعدة اجتماعيّة وصحّيّة ومعيشيّة فقط، بل هو بحاجة إلى قادة حقيقيّين وزعماء يحملون ضميرًا واعيًا، ويتمتّعون بالحسّ الإنسانيّ، وإلى مسؤولين يطبّقون القوانين ولا يجعلون من الدّستور مطيّة لأهوائهم. فلو طُبّقت القوانين لما كانت أموالُ النّاس محجوزةً في المصارف الّتي نطالب بتحريرها، ولا كانت العملة الوطنيّة قد سقطت بهذا الشّكل المريع ولا كان الوضع الاقتصاديّ على هذا الشّكل من التّردّي والانهيار. ولو طُبِّق الدّستور، لَمَا كنّا نعاني من أزمة فصل السّلطات ولا من شلِّ القضاء، ومجلس الوزراء، والإدارة بشكل عامّ.

3- توقّف المجتمعون عند الاستمرار بتعطيل انعقاد مجلس الوزراء وتداعياته على الوضع العامّ فالمطلوب اليوم وقبل فوات الأوان صحوة ضمير توقّف الانهيارات المتتالية، وتَحُدّ من مفاعيل الانفجار الاجتماعيّ والمجتمعيّ، وهذا ما لن يحصل إلّا إذا ترفع الجميع عن مصالحه الشّخصيّة والحزبيّة وعاد إلى ما يمليه عليه ضميره وحسّه الوطنيّ.

4- إنّ استمرار تعطيل في التّحقيق المتعلّق بتفجير مرفأ بيروت لا يبشّر بالخير ولا يقود إلى معرفة الحقيقة فالتّحقيق يجب أن يكون قضائيًّا بامتياز وعلى كلّ مسؤول أن يتحمّل نتيجة أفعاله فالقيادة حكمة وليست تسلّطًا.

5- إنّ الوضع الاقتصاديّ والمعيشيّ تخطّى خطوط الحمر كلَّها، كما تخطّى كلَّ منطق، وبات يشكّل خطرًا على القطاعات كافّة وخاصّة الصّحّيّ والغذائيّ والأمنيّ، فالدّولار يتحكّم بيوميّات المواطن الحياتيّة ولقمة عيشه ودوائه وتنقّلاته، وبكلّ تفصيل من معيشته. وندعو في هذا السّياق إلى معالجة الأسباب وليس النّتائج، ونرى أنّ الأسباب هي في الاشتباك السّياسيّ المستمرّ منذ سنوات، وفي الفساد المستشري في كلّ مرافق الدّولة، في المناكفات، وفي غياب الضّمير.

6- يثمّن مجلسُنا، الدّعواتِ إلى حوار وطنيّ لطالما دعا إليه بلسان صاحب الغبطة البطريرك يوسف العبسيّ، وهو الّذي قال في أكثر من مناسبة إنّ الأوضاع في لبنان لن تستقيم إلّا بحوار صادق وبكسر جدار الأحاديّة في الحكم. فلا سبيل لأيّ حلّ سوى بحوار صادق بين مكوّناته السّياسيّة والاجتماعيّة.

7- يعرب الأساقفة عن خشيتهم من ضياع العام الدّراسيّ ويحثّون الدّولة على تحمّل مسؤوليّاتها تجاه القطاع التّعليميّ الرّسميّ والخاصّ، فلا يجوز إقفال المدارس تحت أيّ حجّة مطلبيّة، فالكلّ مظلوم والكلّ على حقّ ولكن مستقبلُ أجيالنا ليس في تعطيل دراساتهم.

8- شدّد الأساقفة على إجراء الانتخابات النّيابيّة والرّئاسيّة في موعدهما المحدّد دستوريًّا، ليعبّر الشّعب  والنّوّاب المنتخبون عن رأيهم في تحديد مصير بلدهم ضمن الأطر الدّيمقراطيّة.

9- وأخيرًا ندعو كلّ اللّبنانيّين إلى الالتزام بأقصى درجات السّلامة العامّة والمحافظة قدر الإمكان على الأمن المجتمعيّ في ظلّ تفشّي متحوّر أوميكرون، والتّفكير بشكل سليم يوازن بين تحصيل لقمة العيش من جهة والحفاظ على خصوصيّة أفراد المجتمع من جهة ثانية .