مسيرة حاشدة في قره قوش- العراق وعودة إلى الحياة
المسيرة انطلقت من كنيسة الطّاهرة الكبرى مرورًا بكنيسة مار يوحنّا المعمدان حيث كانت للبطريرك يونان كلمة ارتجاليّة، قال فيها نقلاً عن موقع البطريركيّة الرّسميّ:
"إخوتي أصحاب السّيادة الأجلّاء،
سيادة المطران ألبيرتو أورتيغا السّفير البابويّ ممثّل قداسة البابا فرنسيس، نحن نجدّد شكرنا لكم لمجيئكم ومشاركتكم معنا اليوم في هذه الفرحة العظيمة مع هذه الجموع الضّخمة، كي نتذكّر دخول يسوع المتواضع والوديع إلى أورشليم بالظّفر.
سيادة المطران مار يوحنّا بطرس موشي راعي هذه الأبرشيّة الّتي اقتُلِعت من بيوتها لأكثر من ثلاث سنوات، ولكنّها عادت فانبعثت من جديد، نهنّئكم يا سيّدنا ونهنّئ الآباء الكهنة والرّهبان والرّاهبات وجميع المسؤولين من مدنيّين وعسكريّين، ونهنّئ شبابنا الطّافح بالقوّة والشّجاعة والإيمان، نهنّئكم أنتم الآباء والأمّهات والأجداد والجدّات الّذين بقوا أمناء لأرضهم وبلدهم العراق ومدينتهم بغديده.
سيادة المطران مار أفرام يوسف عبّا، وهو منكم من هذه البلدة العزيزة.
سيادة المطران مار نيقوديموس داود شرف مطران الموصل للكنيسة السّريانيّة الأرثوذكسيّة الشّقيقة.
نرحّب بالمسؤولين، القائمقام الجديد والسّابق، الضّبّاط الّذين يحمون قره قوش، العسكر الشّباب، المنظّمات الكنسيّة من أخويّات ومن مؤسّسات، كما نرحّب بإخوتنا وأخواتنا الّذين أتوا في السّنوات السّابقة وإلى اليوم، وهم يساعدوننا للعودة إلى بيتنا إلى قره قوش.
أيّها الأحبّاء: أنتم إكليل رأسنا نحن بطريرك السّريان، قره قوش (بغديده) هي اللّؤلؤة الّتي تشعّ في هذا الإكليل والّتي هي فخرنا جميعًا نحن السّريان. وهذا الموكب الرّائع جدًّا من صغار وأطفال وشباب وصبايا وكبار، هو دليل على أنّكم بقيتم معتصمين بإيمانكم وبالرّجاء، بأنّكم يومًا ما ستعودون، ولقد عدتم أيّها الأحبّاء.
طبعًا نحن معكم وسنرافقكم بكلّ ما نقدر ونستطيع، ولا ننسى أنّ درب الآلام قد انتهى، هذا النّفق المظلم قد انتهى، وأضحينا في نهايته، نتطلّع إلى ضوء ونور القيامة المجيدة.
نهنّئكم ونشكركم ونطلب دعاءكم من أجل إخوتكم النّازحين والمهجَّرين في أصقاع العالم كلّه، حتّى تعود رعاياكم وعائلاتكم وتلتقي في الإيمان والرّجاء والمحبّة.
شعانين مباركة، مبارك الآتي باسم الرّبّ، أوشعنو بريخو للجميع".
ثمّ كانت كلمة للمطران شرف رحّب فيها بالبطريرك يونان، مذكّرًا بالمعاناة الكبيرة الّتي قاساها أبناء هذه البلدة وأبناء سهل نينوى طيلة هذه السّنوات، لكنّه أكّد أنّ هذه هي المسيحيّة، "فبناؤنا من حجارة حيّة لا من حجارة صمّاء، مهما حاول الشّرّ وأبناء الشّرّ أن يُصمِتوا هذه الحجارة لتصبح حجارة صمّاء، إلّا أنّ الرّوح القدس ينبعث من جديد ويعمل يومًا بعد يوم أكثر وأكثر بأبنائه المؤمنين، فتعود هذه الحجارة لتكون حجارةً حيّةً تمجّد الله، معطيةً دليلاً ورمزًا وإشارةً لإيمانهم القويّ الثّابت بالرّبّ يسوع المسيح". وختم قائلاً: "عدنا من جديد، عدنا لنقول إنّنا موجودون، وإنّنا أحياء، وإنّنا باقون وسنبقى".
من جهته، سأل السّفير البابويّ الله أن يعطي المؤمنين الفرصة لاختبار انتصاره في حياتهم اليوميّة، ناقلاً إلى الجميع تحيّات البابا فرنسيس مؤكّدًا لهم أنّ "كلّ الكنيسة الجامعة هي معكم اليوم، وتشكركم على إيمانكم، وتشكركم لبقائكم هنا في هذه الأرض كي تستمرّوا بإعطاء هذه الشّهادة الرّائعة لإيمانكم".
وتابعت المسيرة طريقها نحو دار الكهنة حيث منح البطريرك يونان بركته الختاميّة.