فنّ
24 تموز 2016, 09:36

مسرح إسطنبولي يعيد سينما ستارز إلى الضّوء

يعيد فريق شباب مسرح إسطنبولي سينما ستارز الى الضّوء من جديد، من خلال إعادة ترميمها وتأهيلها بعد 27 عاماً من الغياب، وهذه التّجربة الثّانية بعد سينما الحمرا في مدينة صور التي تم إفتتاحها العام 2014 وقد شهدت على إطلاق مهرجان صور المسرحي والسّينمائي والموسيقي الدّولي لعدّة دورات متتالية، اضافةً الى مهرجان أيام فلسطين الثقافية ومهرجان السينما الأوروبيّة ومهرجان السّينما تقاوم ومهرجان الربيع وتأسيس محترف تيرو للفنون للتّدريب المجّاني بالمسرح والسّينما والتّصوير والرّسم.

هذا ووقّعت إدارة المسرح إتفاقيّة تعاون ثقافي بين صور وبغداد عبر مهرجان صور السّينمائي ومهرجان بغداد السينمائي الدّولي، وأقيمت شراكة سينمائيّة بين مهرجان صور ومهرجان الصّيف السّينمائي في مدريد.

اشارةً الى أنّ هذه المبادرة الذّاتيّة الثّانية تتمثّل بإعادة الحركة الثّقافيّة والسّينمائيّة والمسرحيّة الى قلب النّبطيّة وأهلها من خلال ترميم وإعادة إفتتاح "سينما ستارز" آخر صالة سينما في تاريخ النبطية الّتي إقفلت فيها أخر صالة سينما العام 1990. حيث شهدت على الحقبة الذّهبيّّة للسينما فيها والتي إستمرّت حتّى بداية الحرب الأهليّة اللّبنانيّة وتعرّضت النّبطيّة للقصف والّذي كان أخرها حرب 2006 التي دمّرت سينما ريفولي والكابيتول ليحلّ مكانهما مركز تجاري وأخر مصرفي.

هذا وتعود علاقة النّبطية مع السّينما الى الثّلاثينات والأربعينيّات من القرن الماضي، مع فرق التّمثيل وجوقات العتابا والميجانا، التي كانت تعرض في الهواء الطّلق، إلى أن أنشأ حسيب جابر عام 1943 السّينما الأولى في النبطية بإسم "روكسي" وقدّمت على منصّتها مسرحيتا "الحجاج بن يوسف" و"أيام سفر برلك". وبعد عام توقفت "روكسي" لتقوم مكانها سينما "أمبير" (1944)، ولم تعش طويلاً، إذ أقفلت سنة 1952، بعدها بادر علي حسين صباح عام 1957 إلى إنشاء دار سينما "كابيتول" ثم قامت في العام ذاته دار عرفت بإسم "سينما أبو أمين" نسبة إلى كنية صاحبها، لم تعمل سوى أشهر قليلة، ومشاهدة شاشتها قعوداً على الحصائر البورية. وعام 1960 أنشئت سينما "ريفولي" والتي إحترقت عام 1979 بسبب الحرب. وظهرت في أواسط الثّمانينات سينما "ستارز" أخر سينما في تاريخ النّبطية وأقفلت عام 1990.

وتميّزت هذه المرحلة الذّهبية بأفلام فاتن حمامة وسعاد حسني ومحمود ياسين ونجلاء فتحي وغيرهما بالاضافة الى الأفلام الغربية مثل "سبارتا كوس"، والأفلام الهندية مثل "ولدي" و"من أجل هكتارين من الأرض"، وأفلام الكاراتيه "بروس لي والكونغ فو".

واستضافت السّينما ألمع الوجوه الفنيّة أمثال: وديع الصافي، صباح، هيام يونس، مرسيل خليفة، أنطوان كرباج وفهد بلان وسميرة توفيق، بالاضافة الى أهل السياسة أمثال : كمال جنبلاط، معروف سعد، جورج حاوي، ياسر عرفات وجورج حبش.

والجدير بالذّكر أنّ فرقة مسرح إسطنبولي تأسّست العام 2008 وشاركت في العديد من المهرجانات العربيّة وفي إسبانيا والبرتغال وهولندا وتشيلي وجورجيا، وتقوم الفرقة بعروض الشّارع وفي الفضاء المفتوح، ويهدف المشروع الى تفعيل الحركة الثّقافيّة والفنيّة في المناطق المهمّشة وتفعيل المسرح المدرسي والضّغط من أجل تحسين السّياسات الدّاعمة للشّباب والثّقافة.