مستشفى الجعيتاوي في بيروت ينقذ الأرواح على الرغم من الصعاب (2)
"أتوسّل إليكم: من فضلكم لا تتخلّوا عنّا"، قالت الأخت هادية وهي تصدر نداءًا عاجلًا للانضمام إلى التضامن حتّى يتمكّن مستشفى الجعيتاوي في بيروت و"وحدة الحروق" التابعة له من الاستمرار في تقديم الرعاية المنقِذة للحياة للجرحى في النزاع الحاليّ.
جاء نداء مديرة المستشفى على خلفيّة الضربات العسكريّة المستمرّة والمتزايدة التي أسفرت عن مقتل أكثر من 2,500 شخص وإصابة ما يقرب من 12,000 آخرين منذ تصعيد الحملة الإسرائيليّة ضدّ حزب الله في 23 أيلول/سبتمبر.
وصفت الأخت هادية وضع المواطنين اللبنانيّين بأنّهم "يعيشون في نفق" لا نهاية للحرب في آخره وفي خوف دائم من نقص الأدوية والإمدادات.
"ليس لدينا كهرباء في بلدنا. لدينا 10 محرّكات في المستشفى، وعلينا أن ندفع حوالى 240,000 ألف دولار شهرًّيا للوقود. ويطلب المورّد الدفع الفوريّ مقابل الإمدادات الطبّيّة".
نداء الأخت هادية ليس فقط للمستشفى ولكن لنظام الرعاية الصحّيّة المتداعي في البلاد بأكملها، وهي أعربت عن قلقها من أنْ، من دون مساعدة دوليّة، لا يمكن لمستشفيات مثل الجعيتاوي الاستمرار في العمل.
وبينما يُبقي البابا فرنسيس لبنان في صلواته، ويطلب مرارًا وتكرارًا حلًّا للأزمة، شّددت الأخت هادية على أهمّيّة اتّخاذ إجراءات فوريّة: "بالنسبة إلى المستشفيات، لا يمكننا الاستمرار بمفردنا. نحن بحاجة إلى الدعم لاجتياز هذه الحرب".
في الختام، قالت الأخت هادية عن مستشفى الجعيتاوي: "مستشفانا هو أكثر من مجرّد مستشفى. إنّه رمز للأمل، ومصدر فخر كبير. مركز الحروق لدينا هو رمز للأمل لمن يعانون الحروق في عموم لبنان. لا يوجد مستشفى آخر يمكنهم الذهاب إليه. نحن بحاجة إلى المساعدة. من فضلكم، ثقوا بنا"، ناشدت.
وعلى الرغم من الضغط الهائل، لا تزال الأخت هادية متفائلة، حتّى مع شبح المزيد من العنف الذي يلوح في الأفق. "أدعو الله ألّا يتعّرض مستشفانا للهجوم مرّة أخرى. لا يمكننا إعادة البناء مرّة ثانية. لم ننتهِ حتّى من إعادة البناء منذ المرّة الأولى".
في ندائها للحصول على الدعم، تدعو الأخت هادية الجميع إلى التضامن قائلة: "من خلال مساعدتنا، لن تنقذوا الأرواح فحسب، بل ستمكّنون مستشفى الجعيتاوي أيضًا من الاستمرار في خدمة المجتمع اللبنانيّ."
وأكّدت أنّ "كلّ تبرع مهما كان صغيرًا، سيسمح لنا بالحفاظ على عمليّاتنا، والحصول على المعدّات والمستلزمات الطبّيّة الأساسيّة، وتعويض موظّفينا المتفانين".