لبنان
01 تشرين الثاني 2024, 11:20

مستشفى الجعيتاويّ في بيروت ينقذ الأرواح على الرغم من الصعاب

تيلي لوميار/ نورسات
مناشدة لدعم مستشفى الجعيتاوي في بيروت، وهو البنية التحتيّة الطبّيّة الوحيدة في لبنان التي لديها "وحدة للحروق". تتحدّث مديرته، الأخت هادية أبي شبلي، عن التحدّيات الهائلة التي يواجهها المستشفى، في خضمّ معاناة لبنان من عدم الاستقرار السياسيّ والحرب، وفق ما نقلت "فاتيكان نيوز".

 

"أتوسّل إليكم: من فضلكم لا تتخلّوا عنّا"، قالت الأخت هادية وهي تصدر نداءًا عاجلًا للانضمام إلى التضامن حتّى يتمكّن مستشفى الجعيتاوي في بيروت و"وحدة الحروق" التابعة له من الاستمرار في تقديم الرعاية المنقِذة للحياة للجرحى في النزاع الحاليّ.

جاء نداء مديرة المستشفى على خلفيّة الضربات العسكريّة المستمرّة والمتزايدة التي أسفرت عن مقتل أكثر من 2,500 شخص وإصابة ما يقرب من 12,000 آخرين منذ تصعيد الحملة الإسرائيليّة ضدّ حزب الله في 23 أيلول/سبتمبر.

أوضحت الأخت هادية أنّ "مستشفى الجعيتاوي، وهو حجر الزاوية في الرعاية الصحّيّة في بيروت، تأسّس عام 1927 من قبل راهبات العائلة المقدَّسة المارونيّات، وكان في طليعة الرعاية الطبّيّة للشعب اللبنانيّ منذ عقود"، لكنّها أضافت، منذ انفجار بيروت المدمّر في 4 آب/أغسطس 2020، "الذي ألحق أضرارًا كاملة بالمستشفى"، وفي خضمّ أزمة ماليّة واقتصاديّة مستمرّة،  والمستشفى يكافح للحفاظ على خدماته.

وتابعت الأخت هادية قائلة: "بفضل سخاء المانحين، نهض المستشفى مرّة أخرى"، لكنّ الأمور صعبة في بلد يعاني من عدم الاستقرار السياسيّ، والأزمة الاقتصاديّة المتصاعدة، والآن "حرب الآخرين التي تُخاض في بلدنا".

وقالت: "لقد أجبر العديد من أطبّائنا وممرّضينا المتفانين، المنهكين والمرهقين، على مغادرة البلاد"، مؤكّدة أنّ استمرار الصراع والانكماش الاقتصاديّ منذ عام 2019 قد أثّر بشدّة على عمليّات المستشفى.

أعربت مديرة المستشفى عن أسفها لأنّ "الوضع الحاليّ دفع مواردنا إلى الصفر" في وقت يتعرّض فيه مركز الحروق الوحيد في لبنان، الذي تمّ إنشاؤه في عام 1991، لضغوط غير مسبوقة، مع تدفّق المرضى الذين يعانون من إصابات خطيرة وحروق شديدة.

وأوضحت الأخت هادية أنّ "مركزنا يتّسع ل 10 أسرّة، لكنّنا اضطررنا إلى التوسيع إلى 25 سريرًا"، مشيرة إلى "أنّنا المستشفى الوحيد [في لبنان] الذي لديه الخبرة لعلاج مرضى الحروق. لا يمكننا رفض أي مريض".  

أكّدت الأخت هادية أنّ تكلفة رعاية الحروق باهظة، وتتطلّب إقامة طويلة في المستشفى، ورعاية متخصّصة، وإمدادات طبّيّة باهظة الثمن.  ومنذ التصعيد الأخير، "عالجنا 42 مريضًا مدنيًّا مصابًا بحروق شديدة وما زلنا نستقبل آخرين".