مسبار ناسا "يلمس الشمس" بإنجاز لم يسبق له مثيل في تحليقه العاشر حول نجمنا المتوهج
وأثناء اقترابه، وصل المسبار إلى مسافة 5.3 مليون ميل (8.5 مليون كيلومتر) من سطح الشمس، وهو أقرب ما تحقق على الإطلاق.
كما حقق هذا التحليق الوثيق أيضا رقما قياسيا في السرعة، حيث يتحرك المسبار بسرعة 364660 ميل / ساعة (586864 كيلومترا / ساعة).
وللمقارنة، من شأن ذلك أن ينقل المسبار من الأرض إلى القمر في أقل من ساعة، وهي رحلة تستغرق عادة نحو ثلاثة أيام.
وأشارت وكالة الفضاء الأمريكية إلى أن تسجيل هذا الرقم القياسي المزدوج وقع أثناء تحليق المسبار العاشر حول الشمس في 21 نوفمبر.
وخلال هذا المرور القريب، اكتشف المسبار كميات أعلى من المتوقع من الغبار بالقرب من الشمس، وفقا لنور الروافي، العالمة ضمن فريق مشروع باركر سولار بروب في مختبر جونز هوبكنز للفيزياء التطبيقية في لوريل بولاية ماريلاند.
وأوضحت أن "المثير في هذا الأمر هو أنه يحسن فهمنا للمناطق الأعمق من الغلاف الشمسي لدينا بشكل كبير، ما يمنحنا نظرة ثاقبة لبيئة كانت حتى الآن لغزا تاما".
ويتعرض مسبار باركر الشمسي للقصف المستمر بالغبار الفضائي، وعلى الرغم من أنه لا يملك كاشفا للغبار، إلا أنه بينما تصطدم حبيبات الغبار بالهيكل المعدني للمركبة الفضائية، ترتفع درجة حرارتها، وتتبخر وتتأين، وتكوّن سحب البلازما.
وتنتج هذه السحب شحنات كهربائية فريدة تلتقطها عدة مستشعرات على أداة FIELDS الخاصة بالمسبار، المصممة لقياس المجالات الكهربائية والمغناطيسية بالقرب من الشمس.
ويمكن أن يشكل الغبار خطرا محتملا على المسبار، على الرغم من احتوائه على العديد من الميزات التي تساعده على تحمل الضرر.
وأوضح جيم كينيسون، مهندس أنظمة مهام " باركر سولار بروب": "صممنا المواد والمكونات التي تنجو من آثار الغبار فائقة السرعة وتأثيرات الجسيمات الأصغر التي تم إنشاؤها في هذه التأثيرات. وقمنا بتصميم نموذج لتركيب وتأثيرات بيئة الغبار، واختبرنا كيفية تفاعل المواد مع جزيئات الغبار، وقمنا بتركيب أنظمة مقاومة للأخطاء على متن المسبار تحافظ على باركر سولار بروب آمنا في هذه المنطقة غير المكتشفة".
وبعد تسجيل السرعة والمسافة القياسية الجديدة، سيتم توجيه باركر سولار بروب نحو الاقتراب أكثر وأسرع حول الشمس.
وقالت ناسا: "بمساعدة تحليقين أخريين بالقرب من كوكب الزهرة، في أغسطس 2023 ونوفمبر 2024، سيصل المسبار الشمسي باركر في النهاية إلى مسافة 4 ملايين ميل (6.2 مليون كيلومتر) من سطح الشمس في ديسمبر 2024، بسرعة تتجاوز 430 ألف ميل في الساعة ''.
ووقع إطلاق مسبار باركر سولار بروب في عام 2018، وهو في مهمة لتحسين فهمنا للشمس.
وأوضحت ناسا: "أثناء الطيران إلى الجزء الخارجي من الغلاف الجوي للشمس، والمعروف باسم الإكليل، لأول مرة، استخدم المسبار مجموعة من القياسات والتصوير في الموقع لإحداث ثورة في فهمنا للإكليل وتوسيع معرفتنا بأصل وتطور الرياح الشمسية. كما أنه يقدم مساهمات مهمة لقدرتنا على التنبؤ بالتغيرات في بيئة الفضاء للأرض التي تؤثر على الحياة والتكنولوجيا على الأرض".