لبنان
17 آذار 2017, 08:32

مركز دون بوسكو الثقافي: لتفعيل قضايا حقوق الإنسان والقيم الحضاريّة والشّأن العام

انطلق مركز دون بوسكو الثّقافي في نيسان العام 2015 بمنطقة الكحّالة وذلك بتأليف مجلس إدارة يمثل الرّاهبات السّاليزيانيات، المعاونين السّاليزيان، شبيبة دون بوسكو، اساتذة مدرسة دون بوسكو، وجرى انتخاب عبود بجاني رئيسًا لمجلس إدارة المركز، وتعيين جورج أبي خليل مديراً للمركز الثّقافي.

المهمّة الأولى للمركز كانت تحديد أهداف تأسيس المركز وغاياته  وتحديد دور وواجبات كل مكونات مجلس الادارة، أما القرار الثاني فكان تأليف مجلس مندوبين يهدف الى توسيع دائرة الداعمين للمشروع فاصبح هنالك مجلس مندوبين يعاون مجلس الادارة في القيام بنشاطاته، وفقا لهيكلية ادارية وتنظيمية مفصلة.

 منذ البداية طاولت الخطّة تحقيق أهداف عدة وهي:

أولاً: تحديث مدرسة دون بوسكو وتجهيزها بأحدث وسائل التكنولوجيا الحديثة ( الالواح التفاعلية الذكية) وتدريب وتأهيل مكونات التعليم ( الادارة المدرسية، الطلاب وأهالي الطلاب) والانتقال بالمدرسة الى مصاف المدارس العصرية وتطلّب هذا الأمر إنجاز بنية تحتية جديدة ورديفة ومستقلة عن السابق وتركيب ألواح تفاعلية في جميع الصفوف من مرحلة الأمومة حتى صف البريفيه.

ثانياً:  القيام بالاجراءات القانونية التي سمحت بإضافة مرحلة للتعليم الثانوي في المدرسة التي كانت محصورة بالمرحلة التكميلية. مع الحفاظ على رخصة المدرسة كمعهد للتعليم التقني للإفادة منها في دورات مهنية متخصصة بمهن وحِرف ولغات وموسيقى وفنون  ليصبح دير دون بوسكو بمصاف المؤسسات التربوية الرائدة بالعلوم والمهن والحِرف.

ثالثاً: إطلاق مركز دون بوسكو الثقافي: انطلاقاً من رسالة دون بوسكو، أخذ المركز على عاتقه مهمة مساعدة المجتمع المحلي على اكتساب المزيد من المعرفة ورفع مستوى المهارة لديه، والعمل على تطوير كفاءة وقدرة الطاقات الشبابية عامة  والنسائية خصوصاً، وتفعيل المشاركة المفيدة في بناء مجتمع عصري يواكب سرعة التطور التكنولوجي، وتوظيف ذلك في تحقيق طموحات وأهداف الفرد، وزيادة فرصه في النجاح على المستوى  الشخصي وتحفيز دوره في العمل على قضايا حقوق الانسان والقيم الحضارية والشأن العام.

أهداف المركز:

مقابل ذلك،  وانسجاماً مع الغاية من تأسيس مركز دون بوسكو الثقافي، رأى المركز أن الخطوة الأولى التي يقتضي البدء بتنفيذها هي مساعدة المجتمع المحلي على اكتساب المزيد من المعرفة والكفاءة الشخصية .

إن أكثر ما يعيق مجتمعنا للتأقلم مع تطور التكنولوجيا هو تمكينه من الإلمام باللغة الإنكليزية والتأقلم مع استعمال الكمبيوتر، الذي أصبح من ضروريات الحياة العصرية، وذلك للحصول على النتائج التالية:

ـ السعي لوظيفة أفضل

ـ تعزير امكانات الدخول الى إحدى الجامعات العليا

ـ تمكين الفرد من اكتساب خبرة إضافية في وظيفته، أو لإدارة اعماله الخاصة

ـ أو لمجرد قدرة الأهل على مواكبة أولادهم  في واجباتهم المدرسية

ـ تسهيل استعمال وسائل الاتصال الحديثة ومعرفة الاستفادة من الكمبيوتر لتيسير الحياة.

اما الوسائل التي اعتمدها المركز  فهي لغاية اليوم:

1 ـ تعليم اللغة الإنكليزية: ابتداء من تشرين الثاني العام 2015 استقبل المركز طلابا  من جميع الأعمار والمستويات والفئات لتعلّم اللغة الانكليزية ( إداريين من المدرسة، أساتذة وطلاب، ومواطنين من الجوار)  وقد بلغ عدد الطلاب المسجلين حوالي 250 طالباً موزعين على ستة مراحل تعليمية جرى فرزهم بموجب فحص لكشف مستواهم التعليمي، وقد تراوح المستوى بين الاساسي Starter-Basic والابتدائي  Elementary والوسطي الأول  Preintermediateوالوسطي الثاني Intermediate ما فوق الوسط Uperintermediate وأخيراً ما قبل المتقدّم Preadvance، وقد تم استحداث ستة صفوف مزدوجة (حصتين) بدوامين كل يوم ما بين  4.30-6.30  ودوام من 7.00-9.00 على أربعة أيام في الاسبوع، وقد أمكن لـ 150 منهم متابعة الدورات حتى النهاية.

ان  مدّة كل دورة كانت مئة ساعة تعليم فعلية وفق معايير علمية دقيقة، وبلغ عدد الساعات الفعلية أكثر من 1200 ساعة تعليم خلال ستة أشهر.

2 ـ تعليم الكمبيوتر: بدأ المركز في شهر  آذار  العام 2016 باستقبال طلاب من نفس المواصفات أعلاه في علوم الكمبيوتر( إداريين من المدرسة، أساتذة وطلاب، ومواطنين من الجوار) وبلغ عددهم 34 طالباً توزعوا على أربعة حصص في الاسبوع  بدوام 7.00 - 9.00 ، وبلغ عدد الساعات الفعلية أكثر من 80 ساعة، وشملت الدورات Basic & Internet – Word – Excel لغاية 4 تموز 2016، واستكملت دورة PowerPoint في كانون الأول 2016 وكانون الثاني 2017.

3 ـ التعريف بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان: بحيث  تم تعريف الطلاب  سواء في المدرسة أو في المركز الثقافي على الشرعة العالمية لحقوق الأنسان، الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والاتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق الطفل والتعليم،  وحقوق العمل ومناهضة العنف الأسري وحقوق المرأة، من خلال دروس نظرية، ومشاهدة أفلام وثائقية ومناقشتها، ودروس تطبيقية على مواضيع مستوحاة من نفس المضمون.

4 – توقيع اتفاق شراكة وتعاون مع مؤسسة لابورا لاعتماد دير دون بوسكو كمركز إقليمي يغطّي جغرافياً المنطقة الممتدة من فرن الشباك والشياح والحدث ساحلاً مروراً بقرى الوسط والجبل وصولاً الى مشارف محافظة البقاع. الهدف من هذا الاتفاق هو تحفيز الجيل الصاعد ومساعدته على إيجاد فرص عمل مناسبة من خلال تأهيلهم وتدريبهم على اكتساب المهارات من جهة وفتح المجال امامهم للتوظيف في القطاعين العام والخاص من جهة ثانية، وإقامة دورات توجيهية لمعرفة اتجاهات الشباب نحو اختصاصات تناسبهم استناداً الى حاجات سوق العمل.

5 – النشاطات: تنوعت النشاطات بحيث شملت ما يلي:

ـ إقامة حفل توقيع كتاب شعري

ـ تقديم المركز لإقامة حفلات بمناسبة عيد الميلاد المجيد

ـ تنظيم ندوة عن شروط وتسهيلات منح القروض للمؤسسات الصغيرة

ـ تنظيم حفلي عشاء للتعريف بالمركز واستقطاب داعمين ومساهمين في تنشيط المركز الثقافي وزيادة فعاليته وشبكة علاقاته بالجوار.

ـ زيارة الاردن لحضور مؤتمر اقليمي لراهبات الساليزيان والشهادة حول تأثير ودور العلمانيين في تطوير المدرسة وإنشاء المركز الثقافي وامكانية تعميم هذه التجربة.

ـ إقامة إحتفال يوم الموسيقى العالمي بالتعاون مع وزارة الثقافة والمركز الفرنسي

ـ نشاطات صيفية تتناول التوجيه والإعداد، وحفل تخرّج لطلاب المركز

ـ إقامة سهرة زجلية نهاية صيف 2016

وبذلك يكون مركز دون بوسكو الثقافي قد حدد إطاراً عاماً لتحقيق أهدافه التعليمية والثقافية والفنية والتوظيفية على حد سواء، بالتكافل والتضامن وبالتكامل مع راهبات الساليزيان، إدارة المدرسة، الهيئة التعليمية، الطلاب وأولياء التلامذة، المعاونين الساليزيان وشبيبة دون بوسكو (أوراتوريو).