لبنان
07 أيلول 2018, 11:47

مركز بطريركي ماروني منسيّ في لبنان

"ازا أردتم أن تقضوا على شعب فأنسوه تاريخه." هذا ما أكده الاستاذ باخوس عسّاف رئيس بلدية حردين السابق، في جولة لتيلي لوميار على المراكز الدينية والتاريخية في حردين بلدة البطولة والقداسة.

البطولة من خلال المقدّم بنيامين الحرديني الذي حارب المماليك وقُتِل وقُبِر في قلعة جبيل.
والقداسة لأنّ حردين بلدة القديس نعمة الله الحرديني.
والمُستَغرب أن تبقى هذه المراكز طيّ النسيان، في ذاكرة الدولة والكنيسة.
ومن اللافت وجود هذه الكرسي البطريركي الماروني في عمق جبل حردين مع العدد الكبير من الاديار التي كانت مراكز  لاهوتية وكنسية عبر التاريخ.
هذا الكرسي مرّ فيه أربعة بطاركة في تاريخ الكنيسة المارونية، من سنة ١٢٩٧ لغاية ١٤.٤، حيث انتقلت البطريركية المارونية من قرن حردين الى وادي قنّوبين. كما كان مركزاً كبيراً للرهبان، واللاهوتيين وكان من بينهم الخطّاطون الذين وُجِدَت مخطوطاتهم في دير الشرفة للسريان الكاثوليك وفي مكتبة روما.
وقرب الدير المذكور، دير للراهبات المحصّنات حيث عُرِفت أول حبيسة في لبنان سارة الحردينية، التي توفيت في الدير سنة ١١٩٩، وقد رثاها البطريرك القديس آرميا العمشيتي وقال عنها بأنها الحبيسة القديسة.
وكان الرهبان رغم الاضطهاد الديني يتحصّنون في المغاور، لذلك نطلق النداء الحارّ للدولة اللبنانية وللمعنيين الاهتمام بإعادة تأهيل وترميم هذا المعلم الديني وتعبيد الطريق المؤدية إليه ليصبح محجّةً للزائرين .
وهنا نذكّر ونسأل : "ماذا ينقصنا كي لا نكون مديوغوريه ثانية؟"
فقط ما ينقصنا هو اهتمام المسؤولين والتزامهم بالخدمة وإعادة النّظر في تصرّفهم، وهذه هي جريمة بحقّ التاريخ.
والذي يخرج من التاريخ، يخرج من الجغرافيا أيضاً.