دينيّة
29 تموز 2018, 07:00

مراحم الرّبّ كبيرة..

غلوريا بو خليل
"بإنجيل اليوم، نتأمّل سرّ مجيء الرّبّ يسوع إلى العالم عندما تجسّد على الأرض لأجل خلاصنا. وبمعنى آخر، ليبحث عن الضّائع ليخلّصه، وأهمّ دليل على ذلك، هو ما حصل مع زكّا العشّار الّذي قرّر يسوع أن يزوره في بيته بالرّغم من أنّه رجل خاطىء ليفتح له باب التّوبة، ومن خلاله لكلّ إنسان." بهذه المقدّمة استهلّ مدير المركز الكاثوليكيّ للإعلام الخوري عبدو أبو كسم حديثه لموقع "نورنيوز" الإخباريّ شارحًا إنجيل الأحد الحادي عشر من زمن العنصرة للقدّيس لوقا (19 / 1 - 10) عن دعوة زكّا العشّار.

 

وأكمل الأب أبو كسم قائلًا: "يؤكّد القدّيس لوقا نيّة زكّا الصّادقة في رؤية يسوع، وكان زكّا مكتفيًا بالرّؤية فقط، فسعى إلى ذلك وتسلّق جمّيزة لأنّه كان قصير القامة. في المقابل، علم يسوع ما في قلب زكّا، فلبّى رغبته، لا بل زاره في بيته، وكأنّ يسوع يقول لنا، يكفي أن ترغب في رؤيتي حتّى أزورك في قلبك وأحوّل حياتك مثلما بدّلت حياة هذا الرجل زكّا، فحوّلته من رجل خاطىء إلى رجل رحمة ليكفّر عن خطاياه. وأضاف: "معنى هذا الإنجيل أن يكون لدينا النّيّة والاستعداد لرؤية الرّبّ، ونترك الباقي لتدبيره، فهو من يتّخذ القرار كما فعل مع زكّا حين قال له اليوم سأزورك في بيتك.

وبدوره، استقبل زكّا يسوع بسرور كبير وفرحة عامرة وقد عبّر عن شعوره بتقديم نصف مقتنياته إلى الفقراء، لا بل تعهّد بتعويض الأضعاف إذا كان قد ظلم أحدًا."

وعلى ضوء هذا الشّرح، وضعنا الأب أبو كسم أمام ذواتنا متسائلًا: "هل نستقبل يسوع بفرح في حياتنا؟ هل نعوّض عن ضعفنا وخطايانا مثلما فعل زكّا العشّار؟"

وختم الأب أبو كسم الموضوع بعبرة نأخذها زادًا للأسبوع، قائلًا "إنّ زيارة يسوع لنا لها وقع مهمّ في حياتنا، لذا علينا أن نستعدّ الاستعداد اللّائق بالتّوبة الصّادقة والتّعويض عن كلّ إساءة ارتكبناها عن معرفة وعن غير معرفة. وهكذا، يمكننا الحصول على الخلاص الذي أعطاه يسوع لزكّا، فلا خلاص من دون توبة، ولا توبة من دون تعويض ومراحم الرّبّ كبيرة. فليكن إسم الرّبّ مباركًا من الآن وإلى الأبد، آمين."