الفاتيكان
01 نيسان 2020, 05:00

مذكّرة بابويّة تكشف كيفيّة التّغلّب على جائحة كورونا

تيلي لوميار/ نورسات
"الجائحة والأخوّة الكونيّة" هو عنوان المذكّرة الصّادرة أمس الثّلاثاء عن الأكاديميّة البابويّة للحياة والّتي تتعلّق بالأوضاع الّتي يمرّ بها العالم نتيجة تفشّي فيروس كوفيد 19، والّتي تؤكّد على حاجة البشريّة اليوم إلى التّضامن والاعتماد على بعضهم البعض.

ودعت المذكّرة إلى التّفكير بمعنى العيش وسط الألم والقلق والخوف، مشيرة إلى أنّه "على الرّغم من الإنجازات التّكنولوجيّة الّتي حقّقتها البشريّة في العقود الماضية فقد تبيّن أنّنا لم نكن مستعدّين لمواجهة جائجة من هذا النّوع. وقد وجدت المجتمعات صعوبة في التّعرّف على هذا الخطر والإقرار بتأثيره على النّاس. واليوم نسعى جاهدين إلى احتواء هذا المرض والحدّ من انتشاره. وهذا الوضع جعلنا أيضًا ندرك مدى هشاشتنا الجسديّة والثّقافيّة والسّياسيّة إزاء ظاهرة كهذه، نظرًا لما سبّبته من زعزعة لاستقرارنا. وهي مسألة خارجة عن سيطرة العلم والطّبّ، لذا لا يمكن أن تُلقى المسؤوليّة بالكامل على العلماء والأطبّاء لأنّ السّعي إلى تعزيز نظرة مختلفة بشأن القيم الإنسانيّة لا يقلّ شأنًا عن البحث الدّؤوب عن علاجات أو لقاحات مناسبة. كما أنّ ممارسة هذه القيم بمسؤوليّة تولّد إطارًا للانسجام والوحدة والتّحالف والأخوّة".

وأكّدت الأكاديميّة أنّ "هذه الجائحة أماطت اللّثام عن هشاشتنا كبشر وجعلتنا نختبر أوضاعًا يعيشها يوميًّا سكّان العديد من المناطق الفقيرة والنّامية حول العالم، في وقت اعتقد فيه النّاس في المناطق الغنيّة أنّه باستطاعتهم أن يجدوا حلولاً تقنيّة لكلّ مشاكلهم. وبات واضحًا اليوم بالنّسبة لنا جميعًا أنّنا لسنا أسياد مصيرنا. وصرنا نلمس لمس اليد هذا التّرابط القائم بين البشر، ومدى اعتمادنا على بعضنا البعض. واكتشفنا اليوم أنّ سلامة كلّ فرد تعتمد على سلامة الجميع. وشجّعت المذكّرة على إعادة النّظر في بعض نماذج النّموّ المتّبعة اليوم، ودعت النّاس إلى الإقرار بمحدوديّة العلم والتّكنولوجيا، مع التّشديد على أهمّيّة ألّا يطغيا على العلاقات بين البشر وألّا يُنظر إلى حياة الكائن البشريّ كواقع بيولوجيّ وحسب، لذا لا بدّ أن تشمل عمليّة العلاج الشّخص بكلّ أبعاده".

من جهة ثانية أشادت المذكّرة بالجهود الحثيثة الّتي يبذلها الطّاقم الطّبّيّ حول العالم، معبّرين عن القيم الإنسانيّة، كما ثمّنت جهود المتطوّعين وسط الظّروف الصّعبة، فضلاً عن جهود الكهنة والرّهبان والرّاهبات الّذين يواصلون خدمتهم للنّاس معرّضين حياتهم للخطر، وبينهم أشخاص أصيبوا بالفيروس وماتوا.

ودعت المذكّرة السّياسيّين إلى تبنّي نظرة واسعة النّطاق في العلاقات الدّوليّة والابتعاد عن منطقٍ "قصير النّظر"، والبحث عن حلول قوميّة وأجوبة تقنية.

وأكّدت المذكّرة في الختام أنّ "التّغلّب على جائحة كوفيد 19 يصبح ممكنًا من خلال تحالف بين العلم والأنسنة، مشدّدة على أهمّيّة الإيمان بالله في هذه الظّروف "لأنّ الإيمان يمنح الإنسان القوّة الدّاخليّة اللّازمة ليشهد للأخوّة الكونيّة".