أوروبا
20 أيلول 2024, 11:00

مديوغورييه ومنظور الكنيسة

تيلي لوميار/ نورسات
كنّا توقّفنا، في التقرير السابق عن مديوغورييه بِخَبَر أن في العاشر من شهر نيسان/أبريل 1991، نُشر التقرير النهائيّ للجنة المجلس الأسقفيّ اليوغوسلافيّ حول ظاهرة مديوغورييه، المعروف باسم بيان زادار. ثمّ اقتبس المونسنيور أرماندو ماتيو، سكريتير دائرة عقيدة الإيمان نصّ التقرير الذي ننقله في ما يلي:

 

"من خلال مطران الأبرشيّة (موستار) ولجنته ولجنة منبثقة عن مؤتمر مطارنة يوغوسلافيا حول مديوغورييه.

على أساس التحقيقات، لا يمكن حتّى الآن التأكيد أنّ المرء يتعامل مع ظهورات ووحي ما فوق الطبيعة.

ومع ذلك، فإنّ تجمّعات المؤمنين العديدة من مختلف أنحاء العالم الّذين يأتون إلى مديوغورييه بدوافع الإيمان وبدوافع أخرى متنوّعة تستلزم الانتباه والعناية الرعويّة من قبل مطران الأبرشيّة في الدرجة الأولى ومعه انتباه سائر المطارنة. فيجوز عندئذٍ تشجيع التقوى الصحّيّة لمريم العذراء المباركة في مديوغورييه وفي كلّ شيءٍ ذي صلة وذلك وفقًا لتعاليم الكنيسة.

وسيصدر المطارنة لهذه الغاية توجيهات ليتورجيّة وراعويّة خاصّة ومناسبة. وفوق ذلك، سيتابعون من خلال لجنتهم مواكبة الحدث بأكمله في مديوغورييه والتحقيق فيه.

في زادار، بتاريخ 10 نيسان 1991

مطارنة يوغوسلافيا"

إنتهى اقتباس المونسنيور ماتيّو فتابع كلامه:  

 

ننتقل الآن إلى عام 1994. إنّه يوم 28 تشرين الأوّل/أكتوبر من ذلك العام عندما طلب الأسقف راتكو بيريتش، الأسقف الجديد لمديوغورييه، من البابا يوحنّا بولس الثاني إنشاء لجنة لإصدار حكم نهائيّ في شأن "الظهورات".

في تموز/يوليو 1995، تمّ الإعلان عن زيارة يوحنّا بولس الثاني مدغورييه إبّان رحلته الرسوليّة إلى سراييفو. في رسائل خاصّة مختلفة، أعرب البابا عن وجهة نظر إيجابيّة لمديوغورييه ورغبته في زيارة المكان. بعد علمه بذلك، طلب الأسقف بيريتش من مجمع عقيدة الإيمان آنذاك منع مثل هذه الزيارة، والتي لم تحدث أبدًا.

في 2 آذار/مارس 1998، بناءً على طلب أسقف سان دوني دو لا ريونيون، ردّ مجمع عقيدة الإيمان آنذاك بالسماح برحلات الحجّ الخاصّة إلى مديوغورييه، مشيرًا إلى أنّ مديوغورييه لم يتمّ الإعلان عنها كمكان. أُعلن أيضًا أنّ موقف الأسقف بيريتش في ما يتعلّق بالحكم Non constat de supernaturalitate (ظاهرة ليست خارقة للطبيعة) لم يكن موقف مجمع عقيدة الإيمان.

 

في السنوات التالية، جرت مشاورات مختلفة بين مجمع عقيدة الإيمان آنذاك والمجلس الأسقفيّ الجديد للبوسنة والهرسك بشأن فحص جديد لجميع الوثائق. ومع ذلك، أعلن المجلس الأسقفيّ للبوسنة والهرسك أنّه غير قادر على إجراء فحص جديد، كما أنّه لم يعتبره مناسبًا.

جاءت نقطة التحوّل في 14 كانون الثاني/يناير 2008، عندما قرّر البابا بنديكتوس السادس عشر إنشاء لجنة دوليّة لتقييم الظواهر الخارقة للطبيعة المزعومة في مديوغورييه.

وتمّ تعيين الكاردينال كاميلو رويني رئيسًا لهذه اللجنة. وفي يناير/كانون الثاني 2014، وبعد حوالى ستّ سنوات من العمل، أصدرت اللجنة الدوليّة حكمها. ولم يتمّ نشر استنتاجات لجنة رويني على الملأ، وذلك بناءً على طلب صريح من مجمع عقيدة الإيمان آنذاك.

وفي السنوات التالية، أعدّ الأخير سلسلة من الدراسات المتعمّقة حول حدث مديوغورييه بأكمله. تمّت استشارة خبيرين، وتوصّلا إلى نتائج مختلفة تمامًا مقارنة بنتائج لجنة رويني.

في كانون الأوّل/ديسمبر 2015، بعد حصوله على الوثائق كلّها، اتّخذ البابا فرنسيس على عاتقه القرارات كلّها المتعلّقة بمديوغورييه.

بعد ذلك، في 11 شباط/فبراير 2017، عيّن البابا فرنسيس رئيس الأساقفة هنريك هوسر مبعوثًا خاصًا للكرسي الرسولي لدراسة الوضع الراعويّ في مديوغورييه. بعد ذلك، في 14 كانون الثاني/يناير 2019، تمّ الإعلان عن قرار البابا، والذي بموجبه "من الممكن تنظيم رحلات حجّ إلى مديوغورييه، بشرط الحرص على تجنّب تفسيرها على أنّها مصادقة للأحداث".

أخيرًا، يجب أن نتذكّر أنْ في 27 كانون الأوّل/ديسمبر 2021، عيّن البابا فرنسيس رئيس الأساقفة ألدو كافالي زائرًا رسوليًّا جديدًا لأبرشيّة مديوغورييه، على أساس دائم ومقدّس. خلف رئيس الأساقفة كافالي رئيس الأساقفة البولنديّ هنريك هوسر، الذي توفي في 13 آب/أغسطس من ذلك العام.