مداخلة مراقب الكرسي الرسولي لدى الأمم المتحدة في جنيف حول اضطهاد المسيحيين في العالم
وقد شدّد في المداخلة على أهمّيّة الإقرار الفعليّ بالحرّيّة الدّينيّة الّتي تأتي في طليعة حقوق الإنسان الأساسيّة معتبرًا أن هذا الأمر هو مفتاح مواجهة الأزمة الّتي يعاني منها عالم اليوم المطبوع بأشكال جديدة من الاضطهاد الدّينيّ ويشكّل المسيحيّون أولى ضحاياه.
فعلى الرّغم من الجهود الرّامية إلى تعزيز وتمتين الحرّيّة الدّينيّة حول العالم، أكّد المطران أنّنا "ما نزال نشهد تردّيًا مستمرًّا وتعدّيًا بكلّ ما للكلمة من معنى على هذا الحقّ، وأنّ هذه الحرّيّة تتمتّع أيضًا ببعد عام لأنّ اختيار المعتقد الدّينيّ يؤثّر على كافّة مستويات الحياة الاجتماعيّة والسّياسيّة. لذا، شدّد على ضرورة أن يكون هذا الاختيار خاليًا من القيود والتّضييق ولا بدّ أن يتمتّع بحماية السّلطات العامّة. من هنا ضرورة نهضة الجماعة الدّوليّة في مواجهة العنف الممارس بحقّ المسيحيّين وأتباع باقي الجماعات الدّينيّة.
وقد لفت مراقب الكرسيّ الرّسوليّ الدّائم لدى وكالات الأمم المتّحدة والمنظّمات الدّوليّة الأخرى في جنيف إلى أنّ الأديان مدعوّة ـ في عالم يفتقر إلى المعايير الخلقيّة ويسعى إلى إلغاء كلّ الاختلافات والتّقاليد بحجّة البحث عن وحدة سطحيّة ـ إلى التّأكيد على إمكانيّة بناء مجتمع تحترم فيه التّعدّديّة الاختلافات وتثمّنها على ما هي عليه ويرافق هذه التّعدّديّةَ الالتزام في الدّفاع عن الكرامة البشريّة والبحث عن درب للسّلام في عالمنا هذا.