مداخلة المطران يوركوفيتش بشأن الأوضاع السورية بعد ست سنوات على بداية الأزمة
وشدد المطران يوركوفيتش على موقف الكرسي الرسولي المتضامن مع الشعب السوري، لاسيما مع ضحايا أعمال العنف ويجشع في الوقت نفسه الجماعة الدولية على التعاضد مع ضحايا الصراع. واعتبر أن ست سنوات من الحرب تُظهر مرة جديدة وهم وعقم الحرب كوسيلة لحل الخلافات، مؤكدا أن الطموح إلى السلطة السياسية والمصالح الأنانية فضلا عن تواطؤ من يغذون العنف والحقد من خلال الاتجار بالسلاح كلها أمورٌ أدت إلى نزوح خمسة ملايين شخص عن سورية منذ العام 2011، فيما يعاني ثلاثة عشر مليون وخمسمائة ألف آخرين من العوز نصفهم تقريبا من الأطفال.
وأكد المسؤول الفاتيكاني أن الحوار على مختلف الأصعدة هو الوسيلة الوحيدة المتاحة أمامنا اليوم، وعبر يوركوفيتش عن تقديره للخطوات الصغيرة التي اتُخذت على هذا الصعيد خلال الفترة الماضية لافتا إلى استحالة التوصل إلى حل عسكري للأزمة الراهنة في سورية وقال بهذا الصدد "يجب ألا نستسلم لمنطق العنف، لأن العنف لا يولّد إلا العنف". واعتبر سيادته أنه من غير المقبول أن يدفع الأطفال الثمن الأكبر لهذا الصراع المسلح مشيرا إلى أن العديد من الأطفال السوريين لا يعرفون سوى الحرب وآخرون وُلدوا تحت القصف ويعانون من ضغوط سيكولوجية كبيرة جدا.
وذكّر مراقب الكرسي الرسولي بأن البابا فرنسيس عبّر في أكثر من مناسبة عن قربه من الشعب السوري لاسيما الأجيال الفتية التي تعاني من هذا الصراع الوحشي وتُحرم من فرح الطفولة والشباب فضلا عن إمكانية اللعب والذهاب إلى المدرسة. وقال إن الكرسي الرسولي يُطلق نداء جديدا من أجل تغليب السلام والغفران والمصالحة على العنف والحقد. ورأى المطران يوركوفيتش في مداخلته أن ست سنوات من الصراع المسلح عكست فشل الجماعة الدولية مؤكدا أن الوضع في سورية هو مسؤولية أسرة الأمم كما لا بد أن تُصان حقوق الشعب السوري بغض النظر عن الانتماءات الدينية والعرقية، كي يتمكن جميع السوريين من مقاسمة التطلعات المحقة إلى العدالة والسلام اللذين هما عنصران أساسيان للتنمية البشرية المتكاملة.
ولم تخلُ مداخلة رئيس الأساقفة يوركوفيتش من التأكيد على حقوق الأقليات الدينية والعرقية مشددا على ضرورة أن تُشارك هذه المكونات في عملية تفاوضية شفافة وشاملة وتتمتع بالحقوق والواجبات نفسها وهذه هي الطريقة الوحيدة لبناء مستقبل سلام في سورية. وختم مراقب الكرسي الرسولي مؤكدا ضرورة تغليب كرامة الكائن البشري على أي سلطة أخرى وسطر ضرورة أن تحفّز آلام الضحايا الأبرياء جميع الأطراف المعنية بالصراع على الالتزام في حوار جدي والعمل من أجل مستقبل سلام وعدالة في هذا البلد.