الفاتيكان
23 أيلول 2020, 11:50

مجمع عقيدة الإيمان: القتل الرّحيم جريمة ضدّ الحياة البشريّة

تيلي لوميار/ نورسات
"يحقُّ للمرضى في المرحلة الأخيرة من حياتهم أن يحصلوا على القبول والعناية والحبّ"، هذا ما أكّدته رسالة مجمع عقيدة الإيمان "السّامريّ الصّالح"، الّتي وافق عليها البابا فرنسيس، والّتي ترفض الموت الرّحيم على أنواعه وتدين المساعدة على الانتحار في المراحل الحرجة والنّهائيّة من حياة الأشخاص، وهي تقدّم توجيهات ملموسة من أجل تفعيل رسالة السّامريّ الصّالح.

وتؤكّد الرّسالة أنّه حتّى عندما يكون الشّفاء مستحيلاً أو غير محتمل، تبقى المرافقة الطّبّيّة والنّفسيّة والرّوحيّة واجبًا لا مفرّ منه، وتركّز على معنى الألم والمعاناة في ضوء الإنجيل وتضحية يسوع. وهي إذ تشدّد على أنّ "قيمة الحياة لا تُنتهك وهي حقيقة أساسيّة للقانون الأخلاقيّ الطّبيعيّ وأساس جوهريّ للنّظام القانونيّ. لا يمكننا أن نختار بشكل مباشر أن نعتدي على حياة كائن بشريّ، حتّى ولو طلب ذلك. وبالتّالي يضرّ الإجهاض والموت الرّحيم والانتحار الطّوعيّ بالحضارة البشريّة ويسيئان إلى كرامة الخالق بشكل كبير."  

وتلفت الوثيقة إلى أنّ "القتل الرّحيم يمثّل جريمة ضدّ الحياة البشريّة، وعمل شرّير في جوهره في جميع الظّروف. وكلُّ تعاون رسميّ أو مادّيّ فوريّ هو خطيئة خطيرة ضدّ الحياة البشريّة ولا يمكن لأيّ سلطة أن تفرضه أو تسمح به بشكل شرعيّ. وبالتّالي يصبح الّذين يوافقون على قوانين الموت الرّحيم شركاء ومذنبين بارتكاب فضيحة لأنّ هذه القوانين تساهم في تشويه الضّمائر."  

كما أكّدت الرّسالة على أهمّيّة ضمان التّغذية والماء كواجب، والمساعدة الرّوحيّة للمرضى وعائلاتهم كعلاجات تخفيفيّة "فهي تزرع الثّقة والرّجاء في الله في الشّخص المحتضر وفي عائلته، ممّا يساعدهم على قبول موت القريب."

هذا وتركّز الرّسالة على دور العائلة الّذي لا بديل عنه في مرافقة المريض في آخر مرحلة من حياته، داعية الدّول إلى الاعتراف بوظيفتها الاجتماعيّة الأولويّة والأساسيّة من خلال توفير الموارد والهيكليّات الضّروريّة لدعمها.

وتدين الرّسالة أيضًا "الاستخدام المهووس أحيانًا لتشخيص ما قبل الولادة وترسُّخ ثقافة معادية للإعاقة"، جازمة أنّ "الإجهاض في الواقع ليس قانونيًّا أبدًا".

من ناحية أخرى، تؤكّد الرّسالة على شرعيّة استخدام الأدوية المخدِّرة لكي يبلغ المريض إلى نهاية الحياة بأكبر قدر ممكن من السّلام، والتّخدير العميق المخفّف في المرحلة النّهائيّة، مستثنية شرعيّته في حال اعتماده من أجل التّسبّب بالموت بشكل مباشر ومتعمد. "حتّى في حالة الغيبوبة يجب الاعتراف بقيمة المريض ومساعدته بالرّعاية المناسبة، كما يحقّ له أيضًا بالتّغذية والماء".

وفي الختام، تطلب الرّسالة مواقف واضحة من قبل الكنائس المحلّيّة وتدعو المؤسّسات الصّحّيّة الكاثوليكيّة لكي تقدّم شهادتها، مشيرة إلى أنّ "القوانين الّتي توافق على الموت الرّحيم تثير في الواقع واجبًا قاطعًا بالمعارضة مع الاستنكاف الضّميريّ؛ وبالتّالي من الأهمّيّة بمكان أن تتمّ تنشئة الأطبّاء والعاملين الصّحّيّين على المرافقة المسيحيّة للأشخاص المشرفين على الموت. أمّا بالنّسبة للمرافقة الرّوحيّة للّذين يطلبون الموت الرّحيم، فمن الأهمّيّة بمكان أن يصار إلى قرب يدعو دائمًا إلى الارتداد، ولكن لا يمكن قبول أيّ تصرّف خارجيّ يمكن تفسيره كموافقة على ذلك، كالمكوث إلى جانب المريض لدى ممارسته للموت الرّحيم."