لبنان
09 تشرين الثاني 2023, 14:20

مجلس كنائس الشّرق الأوسط يصدر النّسخة العربيّة من كتيّب "أسبوع الصّلاة من أجل وحدة المسيحيّين"

تيلي لوميار/ نورسات
يصدر مجلس كنائس الشّرق الأوسط النّسخة العربيّة من كتيّب "أسبوع الصّلاة من أجل وحدة المسيحيّين" لسنة 2024، حاملًا عنوان "أحِبَّ الرَّبَّ إلٰهَكَ… وَأحِبَّ قَريبَكَ مِثلَمَا تُحِبُّ نَفْسَكَ" (لوقا 10: 27). جاء اختيار هذا العنوان في وقت يعاني فيه العالم والشّرق الأوسط من حروب وصراعات وأزمات وانقسامات عدّة في ظلّ موجة من الظّلم واللّاعدالة وخطاب الكراهيّة...

من هنا يدعونا الكتيّب إلى السّير سويّة والصّلاة والعمل معًا في محبّة متبادَلة خلال هذه الفترة الصّعبة الّتي يواجهها العالم، خصوصًا وأنّ محبّة المسيح الّتي توحّد جميع المسيحيّين هي أقوى من كلّ الانقسامات وهي الّتي ستتغلّب على كلّ أنواع العنف.

كما يرتكز الكتيّب على النّصّ البيبليّ لوقا 10: 25-37، حيث أعاد يسوعُ التّأكيدَ على التّعاليم اليهوديّة التّقليديّة في سفر التثنية 6: 5، "فَأحِبُّوا الرَّبَّ إلٰهَكُم بِكلِّ قُلوبِكُم وَكُلِّ نُفوسِكُم وَكُلِّ قُدْرَتِكُم"؛ وفي سفر اللّاويّين 19: 18ب، "أحِبَّ قَريبَكَ مِثلَمَا تُحِبُّ نَفْسَكَ".

في مقدّمة هذا الكتيّب الّتي كتبها الأمين العامّ لمجلس كنائس الشّرق الأوسط د. ميشال عبس تحت عنوان "تلك الّتي لا تسقط أبدًا"، يقول "تطرح هذه الآية التّحدّي الأكبر على الإنسان: أن يحبّ الرّبّ وأن يحبّ قريبه مثل نفسه. هنا تساوي الآية بين محبّة الإنسان لنفسه ولربّه ولقريبه، وهذه ذروة الإيثار وذروة العدالة اللّتين تتطلّبان تهذيبًا للذّات وترويضًا للأنانيّة الجامحة.

تحمل هذه الآية في معانيها قيمة أساسيّة من قيم التّماسك والانسجام الاجتماعيّين، والجدير التّذكير به، خصوصًا لكلّ من ضلّوا السّبيل ويتنكّرون لإيمانهم، إنّ سلّم القيم هذا، الّذي وجد ذروته مع السّيّد المتجسّد، هو أساس الحضارة الحديثة الّتي نشهد هجومًا عليها اليوم في بعض الأوساط وفي بعض المجتمعات في العالم".

أمّا المقدّمة إلى موضوع صلاة سنة 2024 فتشدّد على أنّ "المسيحيّين مدعوّون للاقتداء بالمسيح في المحبّة على مِثال السّامريّ الصّالح، وإظهار الرّحمة والشّفقة للمحتاجين، بغضِّ النّظر عن هوّيتهم الدّينيّة أو العرقيّة أو الاجتماعيّة. يجب ألّا يكون الانتماء المشترك هو الدّافع إلى مساعدة الآخر، بل محبّة "القريب". لكنّ فكرة محبّة القريب الّتي وضعها يسوع أمامنا يُطاح بها في العالم اليوم. فالحروب في العديد من المناطق، والاختلالات في العلاقات الدّوليّة، وعدم المساواة النّاتجة عن التّسويات الهيكليّة الّتي تفرضها القوى الغربيّة أو غيرها من الوكالات الخارجيّة، كلّها تعوق قدرتنا على المحبّة مثل المسيح. إنّ المسيحيّين، من خلال التّمرّس على محبّة بعضهم البعض، بغضِّ النّظر عن اختلافاتهم، يمكنهم أن يصبحوا أقرباء مِثل السّامريّ في الإنجيل".

علمًا أنّ "أسبوع الصّلاة من أجل وحدة المسيحيّين" هو ثُمانيّة صلاة يحتفل بها المسيحيّون حول العالم بين 18 و25 كانون الثّاني/ يناير 2022. ويقدّم كتيّب السّنة مجموعة نصوص قام بصياغتها فريق مسكونيّ في بوركينا فاسو بالتّعاون مع جماعة "الدّرب الجديد" المحلّيّة حيث أعدّها سويّة ونشرها المجلس الحبريّ لتعزيز الوحدة المسيحيّة ولجنة إيمان ونظام في مجلس الكنائس العالميّ، وقام بتعريبها مجلس كنائس الشّرق الأوسط كما جرت العادة سنويًّا.

صورة الغلاف هي أيقونة السّامري الصّالح، اختارها مجلس كنائس الشّرق الأوسط للاحتفالات في الشّرق الأوسط تأكيدًا على ضرورة محبّةُ الله والقريب رغم كلّ التّحدّيات والصّعاب الّتي تحيط بالإنسان اليوم، وتشديدًا على أهمّيّة الخدمة والعطاء ومساندة الأشخاص الأكثر عوزًا وضعفًا.