ما هي قصة ماريا ناكوزي؟
فمنذ خمس سنوات ظهرَت العذراء على ماريا ابنةِ الواحدِ والعشرينَ عاما، المصابةِ بالسرطان في الأوتار الصوتية، وكانت على شفير الموت، وكان صوتُها رائعاً فدخلت مضمار الموسيقى والغناء ومتابعة الدروس في الكونسرفاتوار لدرجة رغب بعض من أهم رجالات الموسيقى في جعلها نجمة بين صفوف المشاهير لكنها رفضت مصرة على ان صوتها هو فقط لخدمة الرب يسوع وأمه العذراء مريم من خلال التراتيل الدينية.
في ليلة الغطاس اي في السادس من كانون الثاني العام 2009 رفعت ماريا عينيها الى السماء وراحت تغني بصوتها: "يا يسوع بحبك قلبي شعلان بحبك خدني لعندك أنا مشتاقتلك" ما جعل والدتها اندريه تسارع لدخول المنزل لتخفي بكاءها لأنها شعرت ان ابنتها ماتت منذ تلك اللحظة. واليكم الرواية مع والداتها السيدة اندريه ناكوزي.
وصية العذراء لماريا قبل مماتها تقضي بإقامة كنيسة القدّيسة فيرونيكا على مشارف وادٍ في أعالي المتن الجنوبي للبنان في بلدة القصيبة حيث قالت لها: "إنّني أنتظر، منذ 300 عام، بناءَ كنيسة القدّيسة فيرونيكا جولياني"... إنّها كلمات العذراء مريم للفتاة ماريا ناكوزي التي قدَّمت كلَّ آلامِها بفرح من أجل ارتدادِ الخطأة، وخصوصاً الشبيبة، قبل أن تتوفّى يوم الجمعة العظيمة، العام 2010.
إحتارَت والدة ماريا، السيّدة أندريه، كيف ستَبني الكنيسة وهي لا تملك المالَ، وزوجُها مريض منذ ثلاثين عاماً، وعمُّها مقعَد، فيما زاد مرضُ ابنتِها من معاناة العائلة. لكنّ العذراء ظهرَت لها في منامها وطمأنَتها بأنّها ستضع يدَها معها في بناء الكنيسة. فاستعانت السيدة اندريه بمصروف ولديها للبدءِ بطباعة كتيّبات عن حياة القدّيسة فيرونيكا، ليتعرّفَ عليها اللبنانيون. وجالت في القرى والكنائس، فقدّمَ لها العجائز غلّة صواني القداديس التي لا تتعدّى بضعةَ آلافٍ لتكدّسَها. كما ساعدَها أيضاً الأطفالُ المصابون بمرض السرطان، بمصروفهم وتبرّعاتهم المتواضعة بالاضافة الى المغتربين والمقيمين في لبنان.
هذا ويعترف والد ماريا السيد جان ناكوزي عبر تيلي لوميار ونورسات بأنهما سكبا كلَّ حبِّهما على الطفلة ماريا. وفور ولادتها حمل والدُها صليبَه بصبر وتسليمٍ لمشيئة الله، إذ أُصيب بمرضٍ نادر ومؤلم يُعرَفُ بداء الصدفية، لكنه سرعان ما شفي وعاد الى عمله بقلب أبٍ يتوق الى التضحية من أجل عائلتِه وذلك بشفاعة العذراء مريم.
