ما هو مفتاح الاستجابة الإلهيّة؟
"إنّ جوهر الإيمان المسيحيّ يتمحور حول شخص الرّبّ يسوع وما يميّز هذا الإيمان الثّقة بتعاليم السّيّد المسيح ووعوده. وفي سبيل هذا الإيمان يعاني المؤمن الظّلم، الانتقاد، الاضطهاد والاستشهاد معلنا بثباته وسلوكه المسيحيّ بشرى الخلاص للعالم.
لا انتصار إلّا بشخص يسوع كلمة الله المتجسّدة. إنّ الشّكّ والارتياب يقفان عائقًا وحاجزًا أمام ما نرجوه ونطلبه، لأنّ الله لا يحابي الوجوه ولا يتراجع عن كلمته فهو قادر أن يحقّق وعده لك "كلّ شيء مستطاع للمؤمن" (مر 23:9) الإيمان هو مفتاح الاستجابة الإلهيّة. فالمؤمن الحقيقيّ يشكر الله قبل نواله سؤاله لأنّه واثق بصلاح الله وحكمته في تدبير أموره. لأنّ الله حاشا له أن يكذب، "بحسب إيمانكما ليكن لكم" (مت 29:9).
هناك فرق أيّها الأخوة بين الإيمان الإيجابيّ الواثق والمستسلم لإرادة الله وعلمه والإيمان السّلبيّ المتردّد والمتسائل حول قدرة الله.
لنعتمد إذًا على محبّة الله القادرة، راجين أنّ كلّ شيء سيتمّ حسب كلمته ووعده في أوانه. أستشهد بأقوال مار بولس: "جميع الأمور تسير معًا لخير المتوكّلين على الله"، "لأنّ البارّ بالإيمان يحيا" (عبر 38:10)، "ولكنّنا في هذه جميعها يعظُم انتصارنا بالّذي أحبّنا" (رو 37:8).
وأختم بصلاة متواضعة "هبنا يا ربّ نعمة الإيمان بكلمتك والثّبات على وعودك حتّى النّهاية"."