لبنان
01 آب 2019, 10:36

ما هو صوم السّيّدة؟

في بداية شهر آب/ أغسطس، أضاء رئيس قسم الإنتاج في المركز الأنطاكيّ الأرثوذكسيّ للإعلام الأب أثناسيوس شهوان، على صوم السّيّدة وأبعاده، فكتب:

 

"نبتدىء في الأوّل من شهر آب صوم السّيّدة والدة الإله الكلّيّة القداسة، الدّائمة البتوليّة مريم، بنعمة الثّالوث القدّوس، الّذي يمتدّ حتّى قدّاس عيد الرّقاد الوقع في 15 آب، وهو الصّوم الاستعداديّ السّابق لأكبر أعيادها، ألا وهو عيد رقادها الشّريف المقدّس الواقع في 15 آب.

 

في أيّام هذا الصّوم المقدّس، نمتنع عن تناول اللّحوم والأسماك والبيض والألبان والأجبان وكلّ مشتقّاتها، وكذلك الزّيت أيضًا، ويقتصر طعامنا على الأكل الجافّ (غير المطبوخ).

 

يسمح بتناول الزّيت والخمر في يوميّ السّبت والأحد فقط.

 

في عيد التّجلّي الإلهيّ (الواقع في 6 آب) يُسمح بتناول السّمك، ويُسمح كذلك بالزّيت والخمر.

 

إذا وقع عيد رقاد السّيّدة في يوم أربعاء أو جمعة، عندئذ يسمح فيه بتناول السّمك والزّيت والخمر (وليس اللّحوم) أيّ في هذه الحالة يكون نظام الصّوم مثل يوم عيد التّجلّي.

 

في مساء كلّ يوم من أيّام هذا الصّوم المقدّس (ما عدا ليلة الأحد، وليلة عيد التّجلّي) تُقام في الكنائس صلاة "الباراكليسي" وهي قانون ابتهال وتضرّع للسّيّدة والدة الإله العاضدة في الشّدائد والأمراض، والمعزّية في الأحزان، سائلين معونتها وشفاعتها.

 

في هذه الأيّام المباركة، نكثّف وقتًا أكثر لقراءة الكتاب المقدّس، ومطالعة ما يتيّسر لنا من عظات الآباء القدّيسين المتعلّقة بوالدة الإله مريم والرّموز النّبويّة عنها، ودورها في سرّ التّجسّد الإلهيّ.

 

طيلة أيّام هذا الصّوم المقدّس، تمتنع الكنيسة الأرثوذكسيّة عن إقامة سرّ الزّواج المقدّس (الإكليل) وما يرافقه من مآدب ومباهج دنيويّة، لأنّها ترفع أنظار أبناءها المؤمنين وتدعوهم إلى التّهيئة بالنّسك والصّلاة والتّطهّر من الأهواء، لمشاركة أمّهم العذراء في فرح "عرسها الرّوحيّ العظيم" وزفّها إلى الأخدار السّماويّة في خاتمة حياتها الأرضيّة.

 

ملاحظة: في الكنائس الأرثوذكسيّة الّتي ما زالت محافظة على التّقويم الشّرقيّ، يبتدىء صوم السّيّدة في 14 آب ويستمرّ لغاية يوم 27 منه".

 

وأنهى الأب شهوان متمنّيًا للجميع "ببركة السّيّدة والدة الإله جهادًا روحيًّا مقدّسًا"، ينمون بواسطته بالنّعمة الإلهيّة في ملء قامة المسيح.