ما كانت انطباعات غوجيروتي حول زيارته إلى سوريا؟
وتعليقًا على هذه الزّيارة، نقل غوجيروتي خبرته ومعايناته على أرض الواقع، فقال بحسب "فاتيكان نيوز": "لقد كانت أيّامًا مليئة بالمشاعر، وكذلك بالتّأثُّر الشّخصيّ: إذ رأيت واختبرت عن كثب الصّعوبات المأساويّة للحياة اليوميّة لهذا الشّعب: الفقر المنتشر، نقص المياه والكهرباء، نقص التذدفئة، وعدم اليقين بشأن المستقبل". ولكن على الرّغم من حالة الخضوع الّتي يجد السّوريّون فيها أنفسهم الآن، إلّا أنّ رسالة القرب للبابا فرنسيس كانت بمثابة بلسم لهم. "يمكنك أن ترى بوضوح أنّه عندما تحمل تحيّة البابا وتعزيته يكون لها تأثير قويّ جدًّا على النّاس.- قال الكاردينال- "إنّ الشّعور بالمرافقة والشّعور بالحبّ والشّعور بالاهتمام من خلال معاون الأب الأقدس قد لمسهم بعمق وقد أظهروا ذلك من خلال مبادلتهم هذه المشاعر بقوّة". لا يزال الفقر المنتشر على نطاق واسع وعدم اليقين النّاجم عن العمليّة الانتقاليّة الجارية يشكّلان عاملًا حاسمًا في الدّفع نحو الهجرة لاسيّما بين المسيحيّين.
ويوضح الكاردينال غوجيروتي: "لقد عملنا على هذا الأمر قدر المستطاع لمحاولة إقناعهم بأنّنا سنفعل كلّ ما بوسعنا لكي يكون لأبنائهم مستقبل في هذه الأرض، وإلّا فإنّ البلاد تخاطر باستنزاف نفسها". إنّ الوجود المسيحيّ الّذي هو في حدّه الأدنى الآن، يخاطر بأن يختفي إلى الأبد، حيث كان مهد المسيحيّة".
كثيرون هم الشّباب في سوريا الّذين التقاهم موفد البابا فرنسيس في جميع مراحل زيارته عبر سوريا. في حلب، كما في حمص ودمشق، شارك المئات منهم في اللّقاءات مع عميد دائرة الكنائس الشّرقيّة وأحيوا الاحتفالات وأخبروه عن التزامهم تجاه المجتمع السّوريّ. في جميع الرّعايا، لم تتوقّف المجموعات الكشفيّة عن جمع الشّباب المسيحيّ معًا وكانت نقطة مرجعيّة. "هم يشعرون بأنّهم سوريّون أوّلًا وقبل كلّ شيء، وبالتّالي يريدون أن يقبلوا تحدّي بناء نسيج اجتماعيّ جديد". إنّ إصرار الشّباب وأعضاء الجماعات المسيحيّة على أن يكونوا روّادًا لمستقبل سوريا هو تحدٍّ للكنائس المحلّيّة المدعوّة إلى تحمّل مسؤوليّة قويّة.
أضاف عميد دائرة الكنائس الشّرقيّة يقول: "لقد كان ندائي لممثّلي الكنائس السّوريّة أوّلًا أن يكونوا صوتًا واحدًا، على الرّغم من تنوّع تقاليدهم ومؤسّساتهم وتراتبيّتهم الهرميّة لأنّ خلاف ذلك سيكون هناك خطر عدم الأهمّيّة المطلقة. هنا يجب أن يكون الصّوت المسيحيّ-وهذا هو السّبب الّذي جعلنا نزور رؤساء الكنائس الأرثوذكسيّة أيضًا- في هذه المرحلة موحّدًا من أجل الاحتياجات الأساسيّة، ومن أجل المطالب المشتركة للّذين يمثّلون المرحلة الانتقاليّة أو الّذين سيخلفونهم".
إنّها مرحلة حسّاسة جدًّا- خلص الكاردينال غوجيروتي إلى القول- إذا أردنا أن نتخيّل دولة لها طبيعتها المتعدّدة الأوجه والمهمّة في تركيبة المجتمع فهناك دور كبير للمسيحيّين وكذلك الدّور الكبير للكرسيّ الرّسوليّ".