لبنان
06 آذار 2023, 13:45

مار يوسف رجل السّترة والصّمت والطّاعة والتّسليم والإصغاء لإرادة الله

تيلي لوميار/ نورسات
مع بداية شهر مار يوسف، كان للبروفيسور الأب يوسف مونّس مقالًا تناول فيه خصال هذا القدّيس حامي العائلة والمصغي بصمت لإرادة الله ومشيئته، فكتب:

"اليوسفيّون اسم حمله قدّيسو الرّهبانيّة شربل ورفقا وتشبّهوا بحياة مار يوسف. 

مار يوسف شفيع الميتة الصّالحة لأنّه مات بين يدي يسوع ومريم. 

مار يوسف شفيع وحامي العائلة لأنّه هو الذي حمى مريم وحمى يسوع عندما هرب به إلى مصر. 

مار يوسف شفيع العمّال، هو العامل النّجار الذي عاش من تعب جبينه.

هو شفيع الصّمت والسّترة لأنّه ستر مريم العذراء وحماها من الرّجم والموت. 

هو شفيع الإصغاء لإلهامات الله، والسّامع والعامل بما يقول الله في الحلم. لم "يشارع" الله، لم "يسأله"، بل خضع واستسلم لإيحاءاته وإلهاماته وصوته. 

مار يوسف هو الحارس للبيت والمدبّر للبيت وحامي البيت. ببيته نشأ وترعرع وتربّى وتعلّم يسوع، فيا مار يوسف احمِ واحرس بيوتنا وعائلاتنا وعمّالنا واحفظنا بدروبنا كحدقة عينك وكن أنت الحارس لنا مثل ما حرست يسوع ومريم. 

مار يوسف كان هاديًا ومساعدًا وقائدًا ليسوع مدّة ثلاثين سنة، كن مرشدي ومدبّرًا لي وهاديًا لي في أعمالي وأفكاري ومساعدًا لي في ساعة موتي. 

يقول نصّ رسالة البابا يوحنّا بولس الثّاني عن مار يوسف: إنّه حارس الفادي. ما هذا الشّرف الكبير الذي أعطي له أن يحرس ابن الله ويرحل به إلى مصر لينقذه من غضب هيرودس. إنّها رحلة طويلة وقد زرت المكان الذي سكن فيه على النّيل وهو من أجمل الأمكنة المصريّة. إنّها رحلة بطوليّة مع مريم ويسوع إلى مصر حتّى استحقّت مصر هذا اللّقب الجميل: من مصر دعوت ابني. يوسف يمشي والعذراء تحتضن ابنها الصّغير وهي تركب على ظهر حمار طوال الطّريق إلى المعادي. سرّ تلك الرّحلة والبحيرة الرّائعة أخبرني عنها قداسة بابا الأقباط الأرثوذكس تواضروس، وقد أخبرني كيف أنّ يسوع زار مصر من الجهات الأربع قبل عودته إلى النّاصرة والمصريّون يفتخرون بهذه الزّيارة والرّحلة بكلّ اعتزاز.

مار يوسف إنّه الصّامت السّاير السّكت السّامع في الحلم صوت الله والعامل في اليقظة إرادته ومشيئته، فهلّا نقتدي به. عيد مبارك لجميع من يحمل اسم يوسف أو جوزف أو جو أو جوزفين. 

أعطنا شفاعته ليحمي عيالنا وكبارنا وصغارنا ويشفي مرضانا ويساعد منتشرينا ومهاجرينا وليحفظ لبنان وليعطه أبًا حنونًا قادرًا ورئيسًا قائدًا ومديرًا لينشلنا من هذه الأيّام الصّعبة التي نمرّ فيها، وليحمنا من الغلاء والجوع والمرض ولا يترك المهمّشين عندنا بدون مأوى أو مأكل أو ملبس أو غطاء أو كساء. 

يا مار يوسف الحنون تشفّع فينا واحمنا كما حميت يسوع ورعيته طوال ثلاثين سنة. آمين."