العراق
23 شباط 2021, 10:30

ماذا يكشف ساندري عن زيارة البابا فرنسيس إلى العراق؟

تيلي لوميار/ نورسات
أيّام قليلة تفصلنا عن زيارة البابا فرنسيس إلى العراق، الزّيارة الّتي ستشكّل علامة رجاء، يحمل خلالها الأب الأقدس إلى "هذا الشّعب والكنيسة الكاثوليكيّة وإلى جميع العراقيّين إعلان تعزية وسلام وإعجاب لكلّ ما عانوه"، ورسالة "موجّهة بشكل خاصّ للمسيحيّين والكاثوليك وجميع الّذين قدّموا الشّهادة لإيمانهم وصولاً إلى إراقة الدّماء، وللأساقفة والرّعاة الّذين بقوا مع المؤمنين ولم يذهبوا خلال هذه الحرب والعنف والانتهاكات والقصف والاضطهاد"، إنّها "نوعًا من الشّهادة" يمنحها البابا لهم، "لكونهم شعب أمين للمسيح حتّى في أكبر الصّعوبات والاضطهادات".

هذا الكلام أكّده عميد مجمع الكنائس الشّرقيّة الكاردينال ليوناردو ساندري، خلال مقابلة مع موقع "فاتيكان نيوز"، أشار فيها إلى أنّ البابا بزيارته هذه يقدّم للعالم "دستورًا عالميًّا" جديدًا، يُظهر النّيّة لبناء عالم جديد في السّلام والعدالة والحرّيّة، واحترام حقوق جميع الأشخاص والحرّيّة الدّينيّة؛ وأنّها ستكون "حجر الزّاوية الكبير الّذي سيوضح أنّ رحلة البابا هذه هي للكنيسة والمؤمنين والكاثوليك والمسيحيّين، إذ توجد في العراق أيضًا كنيسة المشرق الآشوريّة، بالإضافة إلى الأرثوذكس، وأصدقائنا المسلمين، الّذين يشكّلون الأكثريّة في البلاد."

وأكّد ساندري على أنّ هذه الزّيارة تجسّد جميع الجوانب الموجودة في الوثيقة حول الأخوّة الإنسانيّة، لافتًا إلى أنّ "الأمر يشبه اتّخاذ خطوة ملموسة للانتقال من الأقوال إلى الأفعال. وبالتّالي سيكون الأمر أشبه بالقول: 'هنا يمكننا بناء هذا العالم الأفضل، وهي خطوة ربما يمكن أن تكون أكثر واقعيّة إذا ذهب البابا في أقرب وقت ممكن إلى لبنان، البلد الّذي حدّده القدّيس يوحنّا بولس الثّاني بانّه "البلد الرّسالة" أو كما وصفه البابا بندكتس السّادس عشر بـ"دولة المختبر"، لأنّ القدرة على العيش والعمل معًا على رغم انتمائنا إلى ديانات مختلفة هي رسالة سلام. ومن ثمَّ فهو مختبر، لأنّ جميع هذه النّظريات حول القدرة على بناء عالم جديد لا يمكن تحقيقها إلّا، وهذا هو الاختلاف الكبير، في الحياة اليوميّة الواقعيّة. فالمسيحيّون، وهم أقلّيّة، يعيشون معًا كلّ يوم مع الأغلبيّة، أيّ المسلمين، وعليهم أن يعيشوا باحترام، وفي حقيقة هويّتهم، كونهم جميعًا أبناء ومواطنين في البلد الّذي يعيشون فيه."