العراق
14 تشرين الثاني 2023, 11:20

ماذا يقول ساكو في ذكرى سيامته الأسقفيّة؟

تيلي لوميار/ نورسات
في الذّكرى العشرين لسيامته الأسقفيّة، استعاد بطريرك الكلدان مار لويس روفائيل ساكو تلم المرحلة وأبرز ما واجهه مذّاك حتّى اليوم، في مسيرته نحوه إرساء قيم الأخوّة الإنسانيّة والوطنيّة والإيمان والمحبّة.

وكتب للمناسبة ما يلي نقلاً عن موقع البطريركيّة الرّسميّ:

"في مثل هذا اليوم (14 تشرين الثّاني 2003)، اي قبل عشرين سنة إحتفلتْ الكنيسة الكلدانيّة والأهل الأحبّاء والأصدقاء بسيامتي أسقفًا على أبرشيّة كركوك، في ظروف صعبة، وضبابيّة، بعد بضعة شهور من سقوط النّظام والنّاس كانوا يعيشون في قلق، يترقُّبون التّداعيات والتّناقضات.

كنتُ سعيدًا باُسقفيّتي، ومُصمّمًا على المضيّ إلى الأمام بأبرشيّة كركوك الحبيبة المتميّزة بتنوّع أطيافها، ومستعدًّا لمواجهة الصّعاب بحبٍّ وصدقٍ وشفافيّة، وعزيمة وحكمة. وحدها الحكمة  الّتي طلبتُ من الرّبّ أن يمنحني إيّاها في صلاتي أثناء مراسيم رسامتي.

أتذكّر اليوم باعتزاز، خلاصة سنواتِ خدمتي ككاهن وأسقف وبطريرك، وكيف سعيتُ بجدٍّ لإشاعة قيَم الأخوّة الإنسانيّة والوطنيّة، وأحيانًا كنت قاسيًا لكن لم أقبل أن تتسلّل الكراهيّة والانتقام إلى قلبي وحاولت كأب واخ تم الح ما يمكن إصلاحه  استنادًا إلى الحقيقة وإلى الرّحمة المربيّة.

بغضّ النّظر عمّا حمَلَته السّنون من تعب ومشاكل، لا أزال محتفظًا بإيماني راسخًا بيسوع المسيح الّذي وضعته نصب عينيّ، بكلّ مواقفه الحليمة والقاسية، فهو نور من نور، والطّريق والحقّ والحياة، وثقتي به مطلقة.

بهذه المناسبة أطلب من جميع الّذين أحببتهم وخَدَمتهم ودافعتُ عنهم أن يُصلّوا من أجلي لكي أتمكّن من إكمال مشواري بفرح وثبات، وأهيّئ  الطّريق لمن يأتي بعدي، وإن شاء الله يكون أحسن منّي .

في وقت الظّلم والظّلام، أطلب شفاعة اُمّنا مريم العذراء وقدّيسي الكنيسة الكثُر، الّذين وهبوا حياتهم بسخاء.

الشّكر والامتنان لكلّ من رافقني وساعدني ودعمني. جازاهم الله خيرًا.

"اَلرَّبُّ نُورِي وَخَلاَصِي، مِمَّنْ أَخَافُ؟ الرَّبُّ حِصْنُ حَيَاتِي، مِمَّنْ أَرْتَعِبُ؟" (مزمور 27 / 1)."