ماذا يقول المطران عبد السّاتر عن وصيّة الرّبّ "المحبّة"؟
"كان التلاميذ يحبّون بعضهم بعضًا، فلماذا يتحدّث يسوع عن وصيّة جديدة؟ الجديد هو أنّ الرّبّ يدعونا إلى أن نحبّ بعضنا بعضًا كما هو يحبّنا.
هناك من يقول إنّه يحبّ العصافير ويصطادها. وهناك من يقول إنّه يحبّ الزّهور ويقطفها فيعتريها الذّبول. وهناك أيضًا من يقول إنّه يحبّ هذه الموسيقى لأنّها تفرحه وهذا الشّخص لأنّه يسلّيه. والحبيب يقول لحبيبته، أنا أحبّك، أنا أمتلكك. والأهل يقولون لأولادهم إنّهم يحبّونهم لذا عليهم، أيّ الأولاد، أن يفعلوا ما يريده الأهل من اختصاص وغيره.
أن أحبّ الآخر كما يحبّه يسوع يعني: أن أحبّه ليس لأنّه يسلّيني أو ينفعني. أن أحبّه ليس أن أمتلكه وليس أن أستخدمه لأحقّق أحلامي. أن أحبّه يعني أن أقبله بضعفه وبإرادته وبمواهبه وبنقائصه. أن أحبّه يعني أن أعطيه حتّى بذل الذّات من دون أن أنتظر منه أن يبادلني بالمثل. أن أحبّه يعني أن أسامحه إذا تاب وأن أحضنه إذا عاد من دون عتاب ولا لوم. أن أحبّه يعني أن أعيش معه وبسببه الصّليب أحيانًا والقيامة دائمًا.
على صعيد آخر، كلّنا نقول إنّنا نحبّ لبنان، فما هو هذا الحبّ الّذي نحبّ به لبنان؟ علينا جميعًا أن نجيب على هذا السّؤال في قلبنا وأن نقارن هذا الحبّ الّذي نقول إنّنا نحبّه للبنان بحبّ يسوع لنا".