ماذا يقول المطران بو جودة للأغنياء؟
وللمناسبة، ألقى بو جودة عظة قال فيها بحسب "الوكالة الوطنيّة للإعلام": "من أجمل ما كتب القدّيس أمبيروسيوس كتيّبًا صغيرًا عنوانه "نابوت الفقير"، يحاول فيه تأوين حادثة نابوت اليزراعيلي ويتوجّه فيه إلى اأغنياء بشخص الملك آحاب فيقول: هذا الرّجل آحاب هو أنت، أو يمكن أن يكون أنت، فحادثة نابوت لربّما تكون قديمة تاريخيًّا لكنّها حاليّة وواقعيّة في أيّامنا وتصرّفاتنا، فمن هو الغنيّ الّذي لا يشتهي كلّ يوم خيرات الآخرين ومقتنياتهم؟ من هو المتسلّط والقويّ الّذي لا يسعى إلى طرد الفقير من أرضه وتجريده من ثروته المتواضعة وطرده من الممتلكات الّتي تركها له الأجداد؟ قل لي بصراحة، مَن مِن الأغنياء يكتفي بما يملك ولا يطمح بالسّيطرة على أملاك الجار؟
في الحقيقة يمكننا أن نقول إنّه تاريخيًّا قد وجد ويوجد أكثر من أحاب واحد. فالخطير الخطير جدًّا هو أنّه لم يوجد نابوت واحد على وجه الأرض، ولم يقتل نابوت واحد من أجل السّيطرة على أرزاقه والاستيلاء عليها، فكلّ يوم يقتل نابوت جديد، كلّ يوم يتعرّض الفقير للإهانة والقتل، فما هي طموحاتكم أيّها الأغنياء وما هو حدود غيرتكم وحسدكم الأعمى والمجنون؟ هل أنتم الوحيدون الّذين تعيشون على هذه الأرض؟ فلماذا إذن تنبذون وتطردون ذلك الّذي يشارككم الوجود؟
السّؤال المطروح علينا اليوم أيّها الأحبّاء هو التّالي: هل إنّنا قادرون ومستعدّون لسماع مثل هذا الكلام؟ هل نحن مستعدّون في مثل هذه الأيّام الصّعبة الّتي نعيشها، على الصّعيد الاقتصاديّ، والاجتماعيّ، والصّحّيّ، أن نفكّر في بعضنا البعض، ونسعى لتخطّي كلّ الصّعوبات بروح التّضامن والتّعاضد والمحبّة. لا أحد يستطيع أو بإمكانه الإجابة عنّا، فالجواب يجب أن يأتي منّا، ولا يكون جوابًا نظريًّا بل واقعيًّا وعمليًّا لما فيه خيرنا وخير الجميع وخير البلاد".